الدين باشا وإن الفريق أكد الانتصار وجعل الدولة في ارتباك من أمرها من جراء أنه اتهم المسؤولين في الدولة بأن دراهم السعدون شلت اليد عن العمل.
وكانت الحكومة أرسلت أربعة أفواج لتسكين الحالة. وفي هذه المرة صدر أمر بإرسال عشرة أفواج نحو ثمانية آلاف جندي إلا أن هذا المقدار غير كاف للتغلب على منصور باشا فإنه تجمع لديه نحو عشرة آلاف من الفرسان ، وقد قرّ الرأي على إعادة البصرة متصرفية ملحقة بولاية بغداد. فوجد أن انفصالها عن بغداد لم يكن صوابا. وأن الباب العالي استدعى ناصر باشا أخا منصور باشا غير مرة وكان في استنبول ليجيب عن بعض مسائل تتعلق بأحوال تلك الجهة ، فأجاب أول مرة بأن ثورة أخيه لا أهمية لها ، ثم قال : إنه يمكن إعادة الراحة بعزل قاسم باشا الزهير أحد أعيان مأموري الدولة في البصرة المتصفين بالصداقة لها ثم أرسل منصور باشا برقية إلى الباب العالي تتضمن أن الهيجان الواقع ناشىء عن الخلاف بينه وبين قاسم باشا. وأن المشاحنة كانت معلومة بينهما. ولما كان هذا يؤدي إلى تدخلات بعزل زيد ونصب عمرو مما يشوش الإدارة ، لا شك أن الباب العالي يراعي الحقوق العامة ويعرف ما في الطوية (١). فلا يتأثر بمثل ما طلب.
ثم إن الأخبار الواردة من البصرة أنبأت باستقرار الراحة العامة فيها وأن الباب العالي طلب حضور منصور باشا (٢). هذا وإن الدولة شكرت مساعي ناصر باشا. وهذا الإجمال غير واف بالغرض.
شغل هذا الحادث الأفكار مدة ، وأن الدولة كانت في ريب من أمرها. أرسلت إلى بغداد والبصرة ثلاثين ألف بندقية من صنع مارتين
__________________
(١) الجوائب عدد ١٠٠٥ في ٢٤ جمادى الآخرة سنة ١٢٩٧ ه.
(٢) الجوائب عدد ١٠٠٧ في ٧ رجب سنة ١٢٩٧ ه.