الدّرس السادس عشر :
المفعول فيه أو الظّرف
الصيّاد والأسد
تروي الأساطير أنّ صيّادا جلس تحت شجرة يستريح ساعة من عنائه ؛ ولكنّه جزع حين زأر أسد خلف الرّابية القائمة وسط الغابة.
تلفّت الصياد يمينا ويسارا ، فإذا الأسد أمامه رافعا يده اليمنى متألّما. تحيّر الصيّاد لحظة ، ثمّ اقترب من الأسد ، فوجد في قائمته شوكة نزعها بسرعة ، فزال الألم ، ومرّغ الأسد رأسه بالصيّاد كأنّه يشكره.
وفي ذات يوم قبض رجال السّلطان على الصيّاد بتهمة التّعامل مع العدوّ ، وكان بريئا من ذلك ، فأمر السّلطان الجائر بأن يلقي الصيّاد فريسة للسّباع.
اختار رجال الملك أسدا ، وجوّعوه أسبوعا ، وألقوا إليه الصيّاد المسكين. هجم الأسد عليه ، وما أن رآه حتّى أدرك صاحبه الّذي كان قد أسعفه في الغابة ، فمرّغ رأسه بين قدميه ، ثمّ رفعه فوق عنقه ودار به في السّاحة مسرورا ، على مرأى من المشاهدين ، ولم يصبه بأذى. فتعجّب النّاس