الدّرس السابع والعشرون :
الضمائر
ضمائر
قال الطّالب الفتى لأستاذه الشيخ : ألا تحدّثني عن هذه الضّمائر الّتي تفعل ما تشاء ثمّ تستتر وراء أفعالها ، وجوبا مرّة وجوازا مرّة أخرى ؛ فهي دانية نائية ، وبادية خافية ، وهي ملحوظة غير ملفوظة ، ومعقولة غير مقولة ؛ وهي على ذلك تكلّف الأساتذة والتّلاميذ همّا ثقيلا ، وعناء طويلا.
قال الأستاذ الشّيخ لتلميذه الفتى : ما أنت وهذه الضّمائر البريئة النّقيّة؟ إنّما هي ثبات الوهم ، قد فرضها العلماء لعقول الطّلاب ، على التّحليل والإعراب ، وهي لا تؤذي أحدا من قريب أو بعيد ، فإذا علمت علمها ، وذلك يسير فدعها وشأنها ، وتحدّث عن ضمائر أخرى أشدّ في حياة النّاس خطرا ، وأبعد في أعمالهم أثرا ، تستخفي في أعماق النّفوس ، عالية تشيع الابتسام المريب ، ومظلمة تنشر الضّوء المخيف.
قال الطّالب الفتى لأستاذه الشّيخ : قد سمعنا منك