(المتوفى سنة ٣٧٩ ه).
وهو في الحقيقة اختصار لكتاب «العين» للخليل. وهذا المختصر خير من الأصل ، وأقرب منه مأخذا ؛ «فقد حذف منه المهمل كله ، وكثيرا من شواهد المستعمل ولخصه أحسن تلخيص مع المحافظة على الاستيعاب» (١).
٦ ـ «المحيط» للصاحب بن عباد (المتوفى سنة ٣٨٥ ه) وهو في سبعة مجلدات.
٧ ـ «الجوهرة» للصاحب بن عباد ، وهو مختصر لكتاب «الجمهرة» لابن دريد.
٨ ـ «تاج اللغة وصحاح العربية» ، المشهور باسم «الصحاح» للجوهري الفارابي (المتوفى سنة ٣٩٣ ه).
ويقع هذا المجلد في جزءين ، جمع فيهما الجوهري أربعين ألف مادة تلقى معظمها من أفواه العرب مشافهة في بطن جزيرتهم ، ورتب كلماته بحسب ترتيب أواخرها في حروف الهجاء جاعلا لكل حرف بابا ، ومقسما كل باب إلى فصول بحسب ترتيب أوائل كلماته في حروف الهجاء ، ورتب الكلمات في الفصل الواحد حسب ترتيب عين الكلمة في حروف الهجاء.
ويعتمد هذا الترتيب على الحروف الأصلية وحدها ، فلا يقام وزن للحروف المزيدة ، ولا للحروف التي استبدل بها غيرها وفقا لقاعدة صرفية. فللبحث عن كلمة «مسجد» مثلا يرجع إليها في «سجد» وعن «قال» يرجع إليها في «قول».
وقد اقتصر «الصحاح» على الكلام على أصل الكلمة وما تفرع عنها على طريق الاشتقاق العام ، ولم يتبع طريقة الخليل في الكلام على ما تفرع عن الأصل على طريقة الاشتقاق الكبير. وليس لطريقة «الصحاح» مزية ظاهرة في ترتيب الكلمات بحسب أواخر حروفها غير التسهيل على طالبي القوافي والأسجاع ، لأن الكلمات المتحدة في أواخر حروفها تجمع بحسبها في باب واحد ، ولكن مزيتها هذه ليست شيئا مذكورا بجانب ما تشتمل عليه من تعقيد ومجانبة للأوضاع الطبيعية. ومع ذلك فقد انتهجها كثير من أصحاب المعجمات من بعده.
وهذا المعجم من أهم المراجع القديمة وأشهرها في العصر الحاضر ، وأكثرها استيعابا لمفردات اللغة. ومع ما امتاز به من الدقة وتحرى وجوه الحق وقوة المصادر التي اعتمد عليها وصدقها ، واقتصاره على اللغات الصحيحة الفصيحة الثابتة بالرواية ؛ فإن بعض الناقدين قد أخذ عليه كثيرا من الأخطاء في تفسير الكلمات وكثيرا من مظاهر التصحيف في
__________________
(١) «مقدمة ابن خلدون» (٣ / ١٢٧٠) (طبعة نهضة مصر) تحقيق الدكتور علي عبد الواحد وافي.