وقد رتب كلماته حسب ترتيب أوائلها في حروف الهجاء ، ونهج في شرح الكلمات منهجا خاصا به ؛ فهو يفسر الكلمة بالإشارة إلى مواطن استعمالها في عبارات مؤلفة أو مأثورة من فصيح الكلام العربي ، شعره ونثره ، ويترك للقارىء استخلاص معانيها المختلفة من سياق. العبارات التي وردت فيها.
وعنى بناحية هامة جدا أغفلها كثير من أصحاب المعجمات من قبله ومن بعده ، وهي التفرقة بين المعاني الحقيقية والمعاني المجازية للكلمة. فيبدأ المادة بذكر معانيها الحقيقة ويختتمها ببيان الشائع من معانيها المجازية. وهو من أشهر المراجع اللغوية وأكثرها تداولا في هذا العصر.
ومع ما امتاز به هذا المعجم من الدقة ، وحسن الترتيب وسلامة المنهج ، وإرشاده إلى مواطن استعمال الكلمات ، وجمعه بين متن اللغة العربية وأدبها ، فإن الناقدين قد أخذوا عليه إغفاله لكثير من المواد ، وخطأه في تفسير بعضها ، وعدم دقته أحيانا في التفرقة بين معاني الكلمات الحقيقية ومعانيها المجازية ، وتركه كثيرا من غريب الكلمات التي ترد في عباراته وشواهده بدون شرح ، وهذا يؤدي في الغالب إلى غموض معنى الكلمة التي هو بصدد تفسيرها.
١٤ ـ «النهاية» لابن الأثير (المتوفى سنة ٦٠٦ ه). وقد سار في ترتيب كلماته على غرار الزمخشري.
١٥ ، ١٦ ـ «تكملة الصحاح» وهو أكبر حجما من معجم «الصحاح» نفسه و «العباب» وكلاهما للصغاني (المتوفى سنة ٦٥٠ ه). وقد سار في هذين المعجمين على طريقة الجوهري في ترتيب الكلمات. ولكن جرت عادته في كتابه «العباب» أن يذكر في آخر كل مادة ما يدل عليه تركيبها من معنى عام يندرج تحته ما تفرع عنها على طريق الاشتقاق الكبير.
١٧ ـ «لسان العرب» لابن منظور المصري (المتوفى سنة ٧١١ ه) وهو أكبر معجم من هذا النوع وقد جمع فيه ما ورد في معظم المعجمات التي ظهرت من قبله ، فقد ذكر أنه استمد مادته من كتب «الجمهرة» لابن دريد ، و «التهذيب» للأزهري ، و «الصحاح» للجوهري ، و «المحكم» لابن سيده ، و «النهاية» لابن الأثير ، و «أمالي» ابن بري ، فبلغ عدد مواده ثمانين ألف مادة. وهذا العدد لم يجتمع مثله في أي معجم آخر من المعجمات القديمة من قبله ولا من بعده ، ورتب كلماته حسب ترتيب أواخرها في حروف الهجاء ، متبعا في ذلك منهج «الصحاح».
ويمتاز «لسان العرب» بالدقة في تحري الحقيقة ، والتفصيل في شرح الكلمات ،