والتوسع في الاستشهاد على المعاني بالآيات القرآنية ، والأحاديث النبوية ، وأشعار العرب وأمثالهم وخطبهم. فهو لذلك يعد دائرة معارف لغوية ، وليس معجما لغويا فحسب.
ومن أجل ذلك اتسع نطاقه ، وكبر حجمه ، حتى وقع في طبعة بولاق سنة ١٣٠٧ ه في عشرين جزءا من الأجزاء الضخمة. وعلى الرغم من أن هذا المعجم منقطع النظير في دقة الشرح والتوسع في إيراد الشواهد ، واستيعاب مادة اللغة فقد أخذ عليه الناقدون مآخذ كثيرة ، أهمها أنه كثيرا ما تبدو فيه مظاهر الاضطراب والتناقض ، لنقله عن كتب متعددة مختلفة الآراء ، بدون أن يحاول التوفيق بين آرائها ، وتمييز غثها من سمينها.
١٨ ـ «المصباح المنير في غريب الشرح الكبير» المشهور «بالمصباح» لأحمد بن محمد الفيومي (المتوفى سنة ٧٧٠ ه). وقد فرغ من تأليفه سنة ٧٣٤ ه. وهو معجم للكلمات الواردة في كتاب «الشرح الكبير» للإمام الرافعي. وهو شرح لكتاب «الوجيز» في فقه المذهب الشافعي لحجة الإسلام الغزالي. ولكنه لم يقتصر على شرح الكلمات الواردة في هذا الكتاب بل أضاف إليه (زيادات من لغة غيره ومن الألفاظ المشتبهات والمتماثلات ، ومن إعراب الشواهد ، وبيان معانيها ، مما تدعو إليه حاجة الأديب الماهر) (١). وقد رتب كلماته بحسب ترتيب أوائلها في حروف الهجاء. وذيله بخاتمة طويلة درس فيها بعض قواعد صرفية هامة.
وهو من أكثر المعجمات تداولا وذيوعا في العصر الحاضر. ومع أنه درس بعض المفردات دراسة لا بأس بها فقد أغفل عددا كبيرا من المواد ، وقصر في دراسة بعضها ، ووجه قسطا كبيرا من عنايته إلى المصطلحات الفقهية ؛ لأنه في الأصل معجم للكلمات الواردة في كتاب فقهي.
١٩ ـ «مختار الصحاح» (٢) للإمام محمد الرازي. وقد فرغ من تأليفه سنة ٧٦٠ ه. واختصر فيه معجم «الصحاح» للجوهري ، مقتصرا «على ما لا بد لكل عامل فقيه أو حافظ أو متحدث أو أديب من معرفته وحفظه ؛ لكثرة استعماله وجريانه على الألسن ... خصوصا ألفاظ القرآن العزيز والأحاديث النبوية ، وحذف منه «عويص اللغة وغريبها ، طلبا للاختصار
__________________
(١) انظر مقدمة هذا المعجم.
(٢) كان ترتيب مواده في المبدأ كترتيب «الصحاح» ، ولكن وزارة المعارف المصرية أمرت بتغيير وضعه وجعله مرتبا حسب ترتيب أوائل الكلمات في حروف الهجاء ، وعهدت إلى المرحوم الأستاذ محمود خاطر بأمر تنظيمه على هذا النسق ، وإلى المرحوم حمزة فتح الله بالإشراف على مراجعته وتصحيحه. وظهرت أول طبعة منه على هذه الصورة سنة ١٩٠٥ م.