وتسهيلا للحفظ». وضم إليه فوائد كثيرة من «تهذيب الأزهري» وغيره من أُصول اللغة الموثوق بها ، ومن تحصيله الخاص (١).
وهو معجم صغير موجز. متداول بين أيدي الطلبة والمثقفين في مختلف البلاد العربية.
٢٠ ـ «القاموس المحيط» المشهور باسم «القاموس» لمجد الدين الفيروز آبادي(المتوفى سنة ٨١٧ ه)
وقد ذكر الفيروز آبادي في سبب تأليفة هذا الكتاب أنه رأى أن المعجمات التي كانت موجودة في عصره ليست جامعة لفصيح اللغة ، ولا مبسوطة بسطا وافيا ، وأن «صحاح الجوهري» الذي شاع في زمنه قد فاته نصف اللغة أو أكثر وأن خير الكتب التي ألفت من قبل كتابان وهما «المحكم» لابن سيدة ، و «العباب» للصغاني وأن أحدهما لا يغني عن الآخر وهما لا يغنيان عما عداهما. ولذلك شرع في وضع كتاب واسع يجمع ما ورد في هذين الكتابين ويكمل ما فاتهما وسماه «اللامع المعلم العجاب ، الجامع بين المحكم والعباب».
ولمّا رأى أن هذا الكتاب سيبلغ ستين سفرا ، وأن الطلاب سيعجزون عن تحصيله وطلب إليه وضع كتاب موجز ، اختصره في سفرين. اثنين ، فجعل كل ثلاثين سفرا من الكتاب الأصلي في سفر واحد. وسمى هذا المختصر «القاموس المحيط» وضمنه خلاصته «المحكم» و «العباب» وزيادات أخرى من غيرهما ومن تحصيله فبلغت مواده ستين ألف مادة ، ورتب كلماته حسب ترتيب أواخرها في أواخر الهجاء متبعا في ذلك طريقة «الصحاح» ، و «لسان العرب» ، ولم يخالفهما إلّا في تقديم الواو على الهاء (٢).
والطبعة المتداولة في العصر الحاضر من هذا الكتاب تقع في أربعة أجزاء يبدأ ثانيها بكلمة «حبر» ، وثالثها بكلمة «أفع» (باب العين) ، ورابعها بكلمة «صؤل».
وقد دعته شدة الرغبة في الإيجاز إلى اصطناع طريقة خاصة في إيراد المعاني واصطناع بعض رموز في التفسير. فمن ذلك أنه يحرص على ألّا يفسر الكلمة في الغالب في معنى من معانيها بأكثر من كلمة واحدة ، وأنه لا يكرر الكلمة عند ذكر معانيها المختلفة ، بل يكتفي بذكر بعض متعلقاتها (نفح الطيب كمنع : فاح ... والريح هبت ، والعرق نزى منه الدم ، والشيء بسيفه تناوله ، وفلانا بشيء أعطاه واللّمة حركها ...).
__________________
(١) انظر المصدر السابق.
(٢) انظر مقدمة «القاموس المحيط».