وممّا يمتاز به هذا المعجم أنه يعرض لأسماء الأعلام والأمكنة وغيرها ولبعض العقاقير الطبية وخواصها. وقد ألفت عدة كتب في شرح هذا المعجم من أهمها وأشهرها. كتاب «تاج العروس في شرح القاموس» للسيد مرتضى الحسيني المتوفى سنة ١٢٠٦ ه وقد طبع هذا الشرح في مصر في عشرة مجلدات ضخام ظهرت في سنتي ١٣١٦ ، ١٣١٧ هجرية.
ولم يحظ أي معجم آخر في العصر الحاضر بما حظي به «القاموس المحيط» من سعة الانتشار ، وكثرة التداول ، والاعتماد عليه والاستشهاد به ، حتى إنه لا تخلو منه مكتبة أديب أو عالم ، وحتى إن اسمه «القاموس» أصبح بمنزلة اسم جنس يطلق على كل معجم.
وقد أخذت عليه عدة مآخذ ، منها : أن شدة حرصه على الإيجاز كثيرا ما يوقعه في الغموض والإبهام ، وأنه يغفل شرح كثير من الكلمات الغريبة الغامضة مكتفيا بأن يضع بعدها حرف «م» للإشارة إلى أنها معروفة ، وأنه يشتمل على كثير من الأوهام التاريخية والخرافات ، وأنه كثيرا ما يشرح كلا المترادفين بالآخر بدون توضيح المعنى الذي يدلّان عليه ، وأنه لا يميز بين الفصيح والغريب والمهمل ؛ وأنه كثيرا ما يخطىء الجوهري في «صحاحه» ويكون هو المخطىء (١) ، وأنه قد وقع في عدة أخطاء في شرحه للكلمات الدالة على الحيوانات والنباتات ، وأنه يورد معاني الكلمة بعضها تلو بعض بدون ذكر شواهد تبين وجوه استعمالها وتوضيح مدلولاتها. وفي هذه الناحية على الأخص يظهر نقصه بالقياس إلى «لسان العرب» لابن منظور ، و «أساس البلاغة» للزمخشري.
وخلاصة القول فإن التأليف المعجمي قد وصل إلينا عبر مناهج أربعة نبينها فيما يلي :
١ ـ منهج الخليل ـ (الترتيب الصوتي) ـ الذي رتّب وفق مخارج الحروف ، والأبنية ونظام التقليبات.
٢ ـ منهج ابن دريد ، الذي رتّب هجائيا ، وعلى اعتبار الحرف الأول من أصول الكلمة ، مع الاحتفاظ بالأبنية ونظام التقليبات.
٣ ـ منهج الجوهري ، الذي رتّب وفق الحرف الأخير من أصول الكلمة متحررا من الأبنية ونظام التقليبات.
٤ ـ منهج القائم على الترتيب الهجائي البحت ، وفق الحرف الأول من أصول الكلمة ، وهو المنهج الذي تقوم عليه المعاجم الحديثة.
__________________
(١) كتب بعض المؤلفين كتبا خاصة في المفاضلة بينهما والانتصار لأحدهما على الآخر.