وصلنا ، ومعظمها منشور ومتداول ، ومن بينها ما ترجم إلى لغات أجنبية. فقد توفرت وتجندت نخبة من الرواد لنبش أمهات كتب الحضارة العربية والإسلامية وعملت على تحقيقها وتيسيرها وتقديمها بشكل سليم.
هنا لا بد لنا من التنويه بأكثر من مدرسة ضمت على امتداد الوطن العربي نخبة من المحققين الأئمة ، جعلوا همهم الرجوع إلى المخطوطات المنتشرة في شتى الأصقاع ودراستها وتهذيبها وبلورتها بضبط علمي دقيق وصحيح ، أمثال عبد السلام هارون وإبراهيم الأبياري والبجاوي وغيرهم.
ولا شك في أن هذه المعاجم التي عملوا على تهذيبها وستبقى على مر الدهر معينا لا ينضب لتوضيح غريب الكلمات وغامض النصوص.
وانطلاقا من القيم التي آمنت بها دارنا في نشر أمهات كتب التراث العربي والإسلامي نرى في معجم «تهذيب اللغة» ـ للأزهري رحمهالله ـ الذي نخرجه اليوم بحلة جديدة وطبعة مصححة ومنقحة كنزا يجب أن يكون بمتناول الجميع.
ونحن في الدار إذ نفخر بنشر هذا الكنز الثمين أم المعاجم العربية ، نقول إنه واحد من الكتب الكثيرة التي قررناها في برنامجنا لتقديمها إلى القارىء الكريم ونعد بالمثابرة في خدمة تراثنا وإحيائه وتقديم المزيد من نفائس الحضارة العربية والإسلامية والسعي لإظهار هذه الأعمال بالشكل العلمي والفني اللائق لنكون في طليعة العاملين على نشره.
نسأل الله أن يعطينا القدرة على متابعة تقديم الجهود.
وآخر دعوانا (أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ).