قال الشارح (١) : معنى الزيادة إلحاق الكلمة ما ليس منها.
وذلك لإفادة معنى ، أو لضرب من التوسّع في اللغة. وحروف الزيادة عشرة ، على ما ذكر. ويجمعها غير ما ذكر ، نحو (٢) «أسلمني وتاه» ، وإن شئت «الموت ينساه».
وإنّما كانت هذه الحروف هي المزيدة ، دون غيرها من الحروف ، لخفّتها ، وقلّة الكلفة عند النطق بها.
وأصل حروف الزيادة حروف المدّ واللّين ، التي هي : الواو والياء والألف. وذلك لأنّها أخفّ الحروف ، إذ كانت أوسعها مخرجا ـ فأمّا قول النحويّين : إنّ الواو والياء ثقيلتان ، فبالنسبة إلى الألف ، وأما بالنسبة إلى غيرها فخفيفتان ـ / ولأنها مأنوس ٣٩ بزيادتها ، إذ كلّ كلمة لا تخلو منها أو من بعضها ؛ ألا ترى أنّ الكلمة إن خلت من زيادة أحد هذه الحروف فلن تخلو من حركة : إمّا فتحة ، وإمّا ضمة ، وإمّا كسرة ، والحركات أبعاض هذه الحروف ، وهي زوائد لا محالة. فلمّا احتيج إلى حروف تزاد في كلامهم (٣) لغرض
__________________
(١) ش : «قال شيخنا الشارح موفق الدين». وانظر شرح المفصل ٦ : ١١٣ ـ ١١٥ و ٩ : ١٤١ ـ ١٤٣.
(٢) سقط من ش.
(٣) ش : كلمهم.