السّعادة ، وفعله : سعد ، فكانت زائدة لذلك. قال سيبويه (١) : «فكلّ (٢) حرف ، من حروف الزوائد ، كان في حرف (٣) ، يذهب في الاشتقاق (٤) ، في ذلك المعنى من ذلك اللفظ ، فاجعله زائدا (٥)». فعلى (٦) هذا المثال يستدلّ على جميع الزوائد ، بذهاب حرف الزيادة في الاشتقاق.
وأمّا الاستدلال بالمثال فأن ترد الكلمة ، وفيها حرف من حروف الزيادة ، وقد أبهم أمره لعدم الاشتقاق. وذلك الحرف يمكن أن يكون أصلا ويكون زائدا ، إلّا أنك إن جعلته أصلا لم ٤٩ يكن له نظير في الأصول ، فيحكم عليه بالزيادة. / وإن كان له نظير في الأصول (٧) لم يحكم بزيادته ، لأنّ الأصل عدم الزيادة. وذلك نحو «عنتر» النون والتاء أصلان ، لأنه بوزن «جعفر» ، إذ النون والتاء بإزاء العين والفاء من جعفر. فأما «عنبس» (٨)
__________________
(١) الكتاب ٢ : ٣٥٢.
(٢) الكتاب : وكلّ.
(٣) فوقها في الأصل : «أي : في كلمة».
(٤) الكتاب : فذهب في اشتقاق.
(٥) الكتاب : من ذاك اللفظ فاجعلها زائدة.
(٦) في الأصل : على.
(٧) سقط «فيحكم عليه ... في الأصول» من ش.
(٨) العنبس : العبوس.