والأسباب التي يعلم بها الأصل من الزائد ثلاثة : الاشتقاق ، والمثال ، والكثرة.
فأما الاشتقاق فهو أقواها دليلا ، وأعدلها شاهدا ، والعلم الحاصل بدلالته قطعيّ ، والعلم الحاصل من المثال والكثرة ظنّيّ وتخمين. فإذا شهد الاشتقاق بزيادة حرف فاقطع به ، وأمضه.
وطريق (١) ذلك أنه إذا وردت (٢) الكلمة ، وفيها بعض حروف الزيادة ، ورأيت ذلك الحرف قد سقط في بعض تصاريفها ، حكمت عليه بأنه زائد لسقوطه ، إذ الأصل ثابت لا يسقط. وذلك نحو الهمزة في «أحمر» ، والألف في «ضارب» ، والواو في «كوثر» ، والياء في «سعيد» ، لأنك إذا اعتبرت «أحمر» وجدت فعله الذي تصرّف منه : حمر يحمر (٣) ، والمصدر الذي هو مأخوذ منه : الحمرة. وليس (٤) فيهما (٥) ألف. وكذلك إذا اعتبرت «كوثرا» رأيت الواو ساقطة ، لأنه من (٦) معنى الكثرة ؛ إذ الكوثر : الرّجل الكثير العطاء. وكذلك «سعيد» الياء ساقطة منه ، لأنه من :
__________________
(١) سقط من ش.
(٢) ش : أوردت.
(٣) في الأصل : احمرّ يحمرّ.
(٤) ش : وليست.
(٥) في الأصل : فيها.
(٦) في الأصل : في.