منهما على غير لفظ مذكّره. فلمّا كان بين النون في «فعلان» نحو : عطشان وسكران ، وبين الهمزة في «فعلاء» نحو : حمراء وصفراء ، هذا التقارب ، قالوا : إنّ النون بدل من الهمزة.
واختلفوا في معنى البدل هنا ، فقال قوم : إنها بدل منها ، لا كإبدال التاء من الواو في «تجاه» و «تراث» وشبههما. وإنّما المراد بذلك أنّ النون تعاقب ، في هذا الموضع ، الهمزة ، كما تعاقب لام التعريف (١) التنوين ، أي : لا تجتمعان (٢). فلمّا لم تجامع النون الهمزة قيل : إنها بدل منها ، على معنى أنهما لا تجتمعان (٣) مع قرب ما بينهما. وقال قوم : إنما المراد بذلك البدل الصريح ، كإبدال التاء من الواو في «تراث» و «تخمة».
والقول هو الأوّل ، وعليه حذّاق أهل هذه الصناعة ، كأبي عليّ وشبهه ؛ ألا تراه لم يجعل النون في «صنعانيّ» بدلا من الهمزة في «صنعاء» لبعد النون من الهمزة ، / مع أنه لا معنى للإبدال ١٢٦ الحقيقيّ هنا. وذلك لأنا إنما قلنا : إنّ التاء في «تراث» و «تجاه»
__________________
(١) ش : المعرفة.
(٢) ش : لا يجتمعان.
(٣) ش : لا يجتمعان.