قال (١) :
فأصبحت كنتيّا ، وأصبحت عاجنا |
|
وشرّ خصال المرء كنت ، وعاجن |
فلمّا كان الفاعل قد أجري في هذه المواضع مجرى ما هو من الفعل أجروا التاء ، التي هي ضمير الفاعل ، مجرى التاء في «افتعل».
وقد حملهم طلب التجانس ، وتقريب الصوت بعضه من بعض ، على أن أبدلوا من التاء دالا في غير «افتعل». وذلك نحو «دولج» (٢) في : «تولج». كأنهم رأوا التاء مهموسة والواو مجهورة ، فأبدلوا من التاء الدّال ، لأنها أختها في المخرج ، وأخت الواو في الجهر ، لتحصل (٣) المجانسة في الصوت. وهذا قليل شاذّ في الاستعمال ، وإن كان حسنا في القياس. لكن لقلّة استعماله لا يقاس عليه.
وقالوا : «ودّ». وأصله «وتد» ، فأسكنت التاء
__________________
(١) الصحاح والتهذيب واللسان والتاج (كون) والأساس والتاج (كنت). والعاجن : المعتمد على الأرض ، إذا أراد النهوض ، من كبر وعجز.
(٢) الدولج : كناس الوحش.
(٣) ش وشرح المفصل : فتحصل.