علا ، لأنّ الاسم يسمو على المسمّى ، ويدلّ على ما تحته من المعنى. وذهب الكوفيّون إلى أنه مشتقّ من «الوسم» الذي هو العلامة ، فكان الاسم علامة على المسمّى ، يعرف بها (١). وهذا القول حسن من جهة المعنى ، إلّا أنه يضعف (٢) من جهة التصريف ؛ ألا ترى أنّهم قالوا : «أسميته». ولو كان من الوسم لقيل : «أوسمته». وقالوا في تكسيره : «أسماء». ولو كان من الوسم لقيل : «أوسام». وقالوا في تصغيره : «سميّ». / ولو كان من الوسم لقيل : ١٨٠ «وسيم» ، أو «أسيم». وفي عدم ذلك ، وأنه لم يقل ، دليل على أنه من السموّ.
فإن ادّعي القلب فليس بالسّهل ، فلا يصار إليه ما وجد عنه مندوحة. مع أنّ القلب ، إذا وقع في كلمة ، فلا بدّ من الرجوع إلى الأصل في بعض تصاريف الكلمة ، نحو «طأمن» ، فإذا صرّفته قلت : اطمأنّ ، ومطمئنّ ، وطمأنينة. فيرجع إلى الأصل. وليس الاسم كذلك ، فإنك تقول فيه : أسميته ، وسمّيته ، وسميّ. ولو كان فاؤه واوا لعادت في ذلك أو بعضه. وهذا ظاهر. والهمزة في
__________________
(١) سقط من ش.
(٢) ش : ضعيف.