فإن قيل : فمن أين زعمتم أنّ هذه الأفعال ـ أعني : قال ، وعاد ، وطاف ، وقام ـ أصلها «فعل» بفتح العين ، ولم يكن «فعل» أو «فعل»؟ فالجواب أنها لا تخلو من أن تكون «فعل» كضرب ، أو «فعل» كعلم ، أو «فعل» كظرف. فلا يجوز أن تكون «فعل» بالكسر ، لأنّ المضارع منها على «يفعل» بالضمّ ، نحو : يقول ، ويعود. والأصل : يقول ، ويعود. فنقلوا الضمّ إلى الفاء ، على ما سيأتي في موضعه. و «يفعل» بالضمّ لا يكون من «فعل» على ما تقدّم ، إلّا ما شذّ من نحو : فضل يفضل ، ومتّ تموت. والعمل إنّما هو على الأكثر. ولا يجوز أن يكون «فعل» بالضمّ ، لوجهين : أحدهما أنهم قالوا : قلته ، وعدت المريض. و «فعل» لا يكون متعدّيا البتّة. والوجه الثاني أنه لو كان «فعل» بالضمّ لجاء الاسم منه على «فعيل» ، كما قالوا في ظرف : ظريف ، وفي شرف : شريف. فلمّا لم يقل ذلك ، بل قيل : قائل (١) ، وعائد ، دلّ أنّه «فعل» دون «فعل».
فإن قيل : الاسم من «فعل» لم يأت على منهاج واحد ، بل أتى على ضروب. فكما قالوا : ظريف ، وشريف ، من : ظرف ،
__________________
(١) ش : قائم.