الثالث : أن يكون بمعنى الطلب ، نحو : تقاضيته الدّين ، أي : استقضيته.
وأمّا «انفعل» فهو بناء المطاوعة ، ولا يكون متعدّيا البتّة. وأصله الثلاثة ، ثم تدخل الزيادة عليه من أوّله ، نحو : قطعته فانقطع ، وسرحته فانسرح ، وحسرته فانحسر. وقالوا : / ٣٠ طردته فذهب. ولم يقولوا : انطرد. استغنوا ب «ذهب» عنه. وقالوا : انطلق ، ولم يستعملوا (١) «فعل» الذي هو (٢) مطاوعه. ومثله (٣) : أزعجته فانزعج ، وأغلقت (٤) الباب فانغلق. كأنّهم طاوعوا به «أفعل». ومثله قوله (٥) :
__________________
(١) كذا! وهو عن الكتاب ٢ : ٢٤٢. وقالوا : طلق بمعنى أطلق. انظر الصحاح والقاموس واللسان والتاج (طلق). ش : ولم يستعمل.
(٢) ش : هذا.
(٣) بل قالوا : زعجه بمعنى أزعجه. الصحاح واللسان والقاموس والتاج (زعج).
(٤) ونقل ابن دريد «غلق» بمعنى أغلق. وقيل : هي لغة رديئة متروكة. انظر الجمهرة والصحاح واللسان والقاموس والتاج (غلق).
(٥) للكميت. وصدره : لا خطوتي تتعاطى غير موضعها انظر تخريجه في الممتع ص ١٩٠. ش : «في حميت السمن». وفي حاشية الأصل : «الحميت : زقّ الدهن».