بدل من زيد بدل غلط وتوجيه ذلك أنك (أردت) : فعل وفاعل. (أن) : حرف مصدري ونصب. (تقول) : فعل مضارع منصوب بأن وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت. (رأيت الفرس) : فعل وفاعل ومفعول. (فغلطت) : الفاء : حرف عطف. غلطت : فعل وفاعل والجملة معطوفة على جملة أردت. (فأبدلت) : الفاء : حرف عطف. أبدلت : فعل وفاعل. (زيدا) : مفعول به والجملة معطوفة على جملة فغلطت. (منه) : جار ومجرور متعلق بأبدلت وهذا مثال لبدل الغلط ويسمى بدل البداء وبدل النسيان وبدل الإضراب. وقيل : بدل البداء أن تذكر الأول على سبيل الشك ثم تذكر الثاني بعد تحقق الحال وبدل الإضراب أن يكون كل من الأول والثاني مقصودا في الابتداء ثم تقصد خصوص الثاني في الدوام وبدل الغلط فيما يقع باللسان وبدل النسيان فيما يقع بالجنان وظاهر قوله : فأبدلت زيدا منه أن لفظ الفرس هو الذي ذكر على سبيل الغلط وليس كذلك فإن الذي ذكر على سبيل الغلط هو لفظ زيد لا لفظ فرس فقوله : فغلطت فأبدلت زيدا منه أراد به الإبدال اللغوي وهو التعويض والمعنى عوضت زيدا عن الفرس الذي كان حق التركيب الإتيان به دون لفظ زيد والمراد ببدل الغلط ما ذكر على وجه الغلط لا أن البدل نفسه هو الغلط كما هو ظاهر.
______________________________________________________
أيضا نحو : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ) [البقرة : ٢١٧]. قوله : (وتوجيه ذلك) أي كون هذا المثال لبدل الغلط. قوله : (في الابتداء) أي أول الأول. قوله : (بالجنان) أي القلب. قوله : (فقوله الخ) مرتبط بقوله وليس كذلك. قوله : (على وجه الغلط) أي على وجه بيان الغلط في ذكر اللفظ الأول. قوله : (لأن البدل) أي وهو الفرس هنا والله أعلم والحمد لله رب العالمين وصلّى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.