وعلامة جره كسرة مقدرة على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين منع من ظهورها التعذر إذ أصل معنى معني تحركت الياء وانفتح ما قبلها قلبت ألفا فالتقى ساكنان الألف والتنوين فحذفت الألف لالتقاء الساكنين ، يعني : أن أقسام الكلام ، أي أجزاءه التي يتركب منها بمعنى أنه لا يخرج عنها ثلاثة :
الأول منها : الاسم وبدأ به لشرفه على الفعل والحرف ومعناه لغة : ما دلّ على مسمى واصطلاحا كلمة دلت على معنى في نفسها ولم تقترن بزمان نحو : زيد قائم فإن كلّا من زيد وقائم كلمة دلت على معنى في نفسها ، فزيد دلت على ذات مسمى به وقائم دل على ذات موصوفة بحدث يسمى قياما ، وكل منهما لم يقترن بزمان الفعل فإنه كلمة دلت على معنى في نفسها واقترنت بزمان.
والاسم : ثلاثة أقسام : مظهر كزيد ومضمر كهو ومبهم كهذا. والثاني : الفعل
______________________________________________________
قوله : (على الألف المحذوفة) أي لأن المحذوف لعلة كالثابت. قوله : (لالتقاء) أي لدفع التقاء. قوله : (إذ أصل الخ) علة لقوله المحذوفة لالتقاء الساكنين. قوله : (معنى) أي هذا اللفظ. قوله : (معنى) ـ بفتح النون وكسر الياء منونة ـ لأنها مجرورة باللام وترفع بقطع النظر عن الجار لكن لا داعي إليه. قوله : (فالتقى ساكنان الخ) أي فصار معنان. قوله : (فحذفت الألف) إن قلت : لم لم يحذف التنوين؟ قلت : لأنها حرف علة وهو حرف صحيح. قوله : (أي أجزاءه الخ) اعلم أن الأقسام معناها الحقيقي الجزئيات. واستعملها المصنف في الأجزاء مجازا فشبه الأجزاء بالأقسام واستعار المشبه به استعارة تصريحية والجامع الاندراج. فإن الأجزاء مندرجة تحت كلها والأقسام مندرجة تحت مقسمها. والفرق بين الجزئي والجزء أن جزء الشيء بعضه وأما الجزئي فهو ما يصح إطلاق المقسم عليه. قوله : (لشرفه) لأنه دال على ذات بخلاف الفعل وأيضا يقوم به كلام تام. قوله : (في نفسها) يعني أن المعنى يفهم منها من غير احتياج إلى ضميمة. قوله : (واقترنت بزمان) أي وضعا فدخل ما انسلخ عن الزمان عرضا : كعيسى وليس. وأما نحو : «خلق الله الزمان وأراد الله في الأزل كذا» مما لا يتصور معه زمان فيكفي فيه توهم العقل للزمان. كما ذكره بعضهم. قوله : (مظهر) ما دل بظاهره على المعنى. قوله : (ومضمر) ما دل على مسماه بقرينة تكلم أو خطاب أو تقدم مرجع. وهو مأخوذ من الضمور وهو الهزال لأن الضمير حروفه قليلة غالبا عن الاسم. قوله : (ومبهم) من أبهم الباب إذا أغلقه. وهو في الاصطلاح ما كان كناية عن غيره وصلح لأن يستعمل في الجنس بتمامه فإن قلت هذا