(٧) وقال أيضا :
حتّام نحن نسارى النّجم فى الظلم |
|
وما سراه على خفّ ولا قدم؟ (١) |
(٨) وقال أيضا وقد أصابته الحمّى :
أبنت الدّهر عندى كلّ بنت |
|
فكيف وصلت أنت من الزّحام؟ (٢) |
(٩) وقال تعالى : «سَواءٌ عَلَيْنا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْواعِظِينَ».
(١٠) وقال تعالى : فَهَلْ لَنا مِنْ شُفَعاءَ فَيَشْفَعُوا لَنا؟
(١١) وقال تعالى : هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ؟
البحث :
عرفت فيما مضى ألفاظ الاستفهام ومعانيها الحقيقية. وهنا نريد أن نبين لك أن هذه الألفاظ قد تخرج إلى معان أخرى تستفاد من السياق.
تدبر الأمثلة المتقدمة تجد البحترى فى المثال الأول لا يسأل عن شىء ، وإنما يريد أن يقول ما الدهر إلّا شدة سرعان ما تنجلى ، وما هو إلا ضيق يعقبه فرج ، فلفظة هل فى كلامه إنما جاءت للنفى لا لطلب العلم بشىء كان مجهولا.
وأبو الطيب فى المثال الثانى إنما ينكر على الأعداء ارتيابهم فى علا كافور والتماسهم البراهين على ما كتبه الله له من النصر واختصه به من الجدّ السعيد ، بعد أن رأوا كيف يتردى فى المهالك كل من أراد به شرّا ، وكيف يصيب الزمان كل من نوى له سوءا ، فالاستفهام فى البيت لا يفيد معنى سوى الإنكار.
__________________
(١) نسارى : من السرى وهو مشى الليل ، يقول : حتى متى نسرى مع النجم فى الليل ، وهو لا يسرى على خف كالإبل ولا على قدم كالناس ، فلا يتعب مثلنا ومثل مطايانا.
(٢) يريد ببنت الدهر : الحمى التى أصيب بها ، وبنات الدهر : شدائده ومصائبه. يقول للحمى : عندى كل نوع من أنواع الشدائد ، فكيف لم يمنعك ازدحامها من الوصول إلى.