(٢) وقال :
ولست أبالى بعد إدراكى العلا |
|
أكان تراثا ما تناولت أم كسبا؟ (١) |
(٣) وقال :
وهل تغنى الرّسائل فى عدوّ |
|
إذا ما لم يكنّ ظبا رقاقا؟ (٢) |
(٤) وقال حينما صرع بدر بن عمّار أسدا :
أمعفّر الليث الهزبر بسوطه |
|
لمن ادّخرت الصارم المصقولا؟ (٣) |
(٥) وقال أبو تمام :
أؤلبس هجر القول من لو هجوته |
|
إذا لهجانى عنه معروفه عندى؟ |
(٦) وكيف أخاف الفقر أو أحرم المنى |
|
ورأى أمير المؤمنين جميل؟ |
(٧) ما أنت يا دنيا أرؤيا نائم |
|
أم ليل عرس أم بساط سلاف؟ (٤) |
(٨) وقال أبو الطيب :
وما لك تعنى بالأسنّة والقنا؟ |
|
وجدّك طعّان بغير سنان (٥) |
(٩) هل بالطّلول لسائل ردّ؟ |
|
أم هل لها بتكلّم عهد؟ |
(١٠) حتى متى أنت فى لهو وفى لعب؟ |
|
والموت نحوك يهوى فاتحا فاه |
(١١) وقال أبو الطيب :
يفنى الكلام ولا يحيط بفضلكم |
|
أيحيط ما يفنى بما لا ينفد؟ |
(١٢) وقال تعالى : (مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ؟)
__________________
(١) التراث : الإرث ، يقول : إذا استوليت على معالى الأمور فما أبالى أن أكون بلغتها عن إرث أو كسب ، وقد كان الوجه أن يقول. أتراثا كان لأن الهمزة لا يليها إلا المسئول عنه كما تقدم لك ولكنه لما ذكر المعادل تعين المسئول عنه.
(٢) الظبا : جمع ظبة وهى حد السيف. أى أن العدو لا يشتفى منه إلا بالقتل.
(٣) عفره : مرغه فى التراب ، والليث : الأسد ، والهزبر : الشديد ، والصارم : السيف القاطع ؛ يقول : إذا كنت تصرع الأسد بالسوط وهو أشد الحيوان بأسا ، فلمن أعددت سيفك؟
(٤) العرس : طعام الوليمة ، والسلاف : الخمر.
(٥) تعنى بصيغة المجهول أى تعتنى ، والجد : الحظ ، يقول : مالك تعتنى بادخار الأسلحة وحظك يطعن أعداءك فيقتلهم بغير سنان.