باب الزاي
الزاي حرف مجهور ، يكون أصلا وبدلا ، لا زائدا ، فإذا كان أصلا وقع فاء وعينا ولاما ، فالفاء نحو : زمر (١) وزمر ، والعين نحو : بزر وحزر (٢) ، واللام نحو : جرز (٣) وجرز.
وقال بعضهم : يقال : شزب وشسب وشسف بمعنى. أي ضمر ،
وفصّل الأصمعي فقال : الشازب : الذي فيه ضمور وإن لم يكن مهزولا ، والشاسب والشاسف الذي قد يبس.
قال : وسمعت أعرابيا يقول : ما قال الحطيئة (٤) «أينقا شزبا» إنما قال : «أعنزا شسبا» (٥) ، وليست الزاي ولا السين بدلا إحداهما من الأخرى ، لتصرّف الفعلين جميعا.
وقرأت على أبي عليّ لذي الرّمّة (٦) :
__________________
(١) زمر : جماعة. مادة (ز م ر) اللسان (٣ / ١٨٦١).
(٢) حزر : اللبن : حمضي. مادة (حزر). اللسان (٢ / ٨٥٥).
(٣) الجرز : هو الأرض الجدبة ، أو صدر الإنسان. مادة (جرز). اللسان (١ / ٥٩٧).
(٤) الحطيئة : هو أبو مليكة جرول الحطيئة ، منشؤه معلول النسب. وكان جشعا سؤولا ملحفا دنيء النفس ، كثير الشر قليل الخير.
(٥) هاتان الكلمتان من بيت للحطيئة ، هو
ما كان ذنب بغيضا لا أبا لكم |
|
في بائس جاء يحدو أبنقا شسبا |
كذا روى البيت في ديوانه بشرح السكري ، والبيت من القصيدة الأولى فيه ، ومطلعها :
طافت أمامة بالرّكبان آونة |
|
يا حسنه من قوام ما ومنتقبا |
وبيت الشاهد هو الرابع والعشرون من ثمانية وعشرين.
(٦) ذو الرّمّة : اسمه غيلان بن عقبة أحد بني عدي بن عبد مناة بن أذّ ويقال إن ذا الرمة زاوية راعي الإبل ولم يكن له حظ في الهجاء وكان مغلبا ، قال عنه أبو عمرو بن العلاء يقول إنما شعره نقظ عروس يضمحل عن قليل وأبعار ظباء لها مشم في أول شمها ثم تعود إلى أرواح البعر ، ويقال كان ذو الرمة يميل إلى الفرزدق.