باب الخاء
الخاء حرف مهموس ، يكون أصلا لا غير ، فيكون فاء وعينا ولاما ، فالفاء نحو : خرج ، وخرج ، والعين نحو : صخر وصخب (١) ، واللام نحو : مرخ ومرخ (٢).
فأما ما قرأته على أبي عليّ عن أبي بكر ، عن بعض أصحاب يعقوب ، عن يعقوب من أن أبا زيد قال : خمص الجرح يخمص خموصا (٣) ، وحمص يحمص حموصا ، وانخمص انخماصا.
قال أبو علي : وانحمص انحماصا ، ذكره أبو زيد في مصادره (٤) : إذا ذهب ورمه ـ فلا يكون الحاء فيه بدلا من الخاء ، ولا الخاء بدلا من الحاء ، ألا ترى أن كل واحد من المثالين يتصرف في الكلام تصرف صاحبه ، فليست لأحدهما مزية من التصرف والعموم في الاستعمال يكون بها أصلا ، ليست لصاحبه.
ومع هذا فإنك تجد لكل واحد منهما وجها يحقق له حرفه ، وذلك أن خمص بالخاء ، من الشيء الخميص الضامر ، وهذا واضح ، لأن الجرح إذا ذهب ورمه ، فهو فيه كخمص البطن ، وأما انحمص بالحاء فهو من الحمّص ، ألا ترى أنّ الحمّصة صغيرة ضامرة ، فهذا يشهد بأنّ الحرفين أصلان ، وأنه ليس أحدهما أصلا لصاحبه ، ولا بدلا منه.
* * *
__________________
(١) الصخب : الجلبة. مادة (ص. خ. ب). اللسان (٤ / ٢٤٠٧).
(٢) مرخه بالدهن : يمرخه مرخا : دهنه ، والمرخ : شجر شديد الاتقاد سريعه. اللسان (٦ / ٤١٧١).
(٣) الخموص : الضمور ، يقال : خمصت بطنه. إذا ضمرت ونحفت. اللسان (٢ / ١٢٦٦).
(٤) لم نجده في النوادر ، ولعله في غيره.