وقال الفرزدق :
وركب كأن الريح تطلب عندهم |
|
لها ترة من جذبها بالعصائب |
سروا يخبطون الليل وهي تلفهم |
|
إلى شعب الأكوار من كل جانب |
إذا آنسوا نارا يقولون ليتها |
|
وقد خصرت أيديهم نار غالب (١) |
ومن الخروج إلى الذم قول إسحاق بن إبراهيم :
فما ذرّ قرن الشمس حتى رأيتنا |
|
من العيّ نحكي أحمد بن هشام (٢) |
وقول أبي عبادة :
ما إن يعاف قذى ولو أوردته |
|
يوما خلائق حمدويه الأحول (٣) |
فأما الخروج المنقطع فكقول أبي عبادة أيضا :
تأبى رباه أن تجيب ولم يكن |
|
مستخبر ليجيب حتى يفهما |
الله جار بني المدبّر كلّما |
|
ذكر الأكارم ما أعفّ وأكرما (٤) |
وقول أبي تمام :
لو رأى الله أنّ في الشيب فضلا |
|
جاورته الأبرار في الخلد شيبا (٥) |
__________________
(١) ترة : ثأرا ، والعصائب : جمع عصابة وهي ما عصب به من منديل وغيره ، والأكوار : جمع كور ؛ وهو الرحل وشعبها خشبها ، وخصرت أيديهم : آذاها البرد ، وغالب : هو أبو الفرزدق يصفه بالكرم.
وانظر «ديوانه» (١ / ٦١ ، ٦٢ ، ١٤٧).
(٢) «المعجم المفصل» (٧ / ٢٩٠).
(٣) «ديوان البحتري» ص (٢ / ٣١٧). جعل خلائق حمدويه غاية في القذى ، وذكر أنه لو وردها لا يعافها.
(٤) البيتان من قصيدة له في مدح احمد وابراهيم ابني المدبر. وانظر «ديوان البحتري» (١ / ٢١٨).
(٥) «ديوان أبي تمام» ١ / ١٦١ وقد جاء فيه : ... للشيب ... في البيت الأول ، وفي الثاني : .... رغيبا.