فصل في الأصوات
الصوت : مصدر صات الشيء يصوت صوتا فهو صائت ، وصوّت تصويتا فهو مصوّت ، وهو عام ولا يختص ، يقال : صوت الإنسان وصوت الحمار ، وفي الكتاب الكريم : (إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ) [لقمان : ١٩] وقال الراجز :
كأنما أصواتها في الوادي |
|
أصوات حج من عمان غاد (١) |
وقال جرير بن عطية :
لما تذكرت بالدّيرين أرّقني |
|
صوت الدجاج وقرع بالنواقيس (٢) |
والصوت مذكر ، لأنه مصدر كالضرب والقتل ، وقد ورد مؤنثا على ضرب من التأويل ، قال رويشد بن كثير الطائي (٣) :
يا أيّها الراكب المزجي مطيّته |
|
سائل بني أسد ما هذه الصّوت |
فأراد الاستغاثة ، كما حكى الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء أنه سمع بعض العرب يقول ـ وذكر إنسانا ـ فقال : فلان لغوب (٤) جاءته كتابي فاحتقرها ، فقال له : أتقول : جاءته كتابي؟ قال : نعم ، أليست بصحيفة؟
وفي كتاب سيبويه :
إذا بعض السنين تعرّقتنا |
|
كفى الأيتام فقد أبي اليتيم (٥) |
__________________
(١) حج جمع حاج.
(٢) ديوان جرير ٢٣٨.
(٣) هو شاعر إسلامي (انظر شرح الحماسة للتبريزي ١ / ١٦٤) ، والبيت في «الخصائص» ٢ / ٤١٦ ، و «خزانة الأدب» ٢ / ١٦٧ «همع الهوامع» ٢ / ١٥٧ ، «الإنصاف» ٧٧٣ ، «شرح المفصّل» ٥ / ٩٥
(٤) اللغوب واللغب : الضعيف الأحمق.
(٥) البيت لجرير في مدح هشام بن عبد الملك في ديوانه ص ٣٨١ ، وقوله : تعرقتنا ؛ بمعنى أذهبت أموالنا ، من تعرقت العظم إذا أذهبت ما عليه من اللحم.