كقولهم : ظلم ، والفاء التي كالباء ، كقولهم : فرند (١).
ومخارج هذه الحروف ستة عشر مخرجا : ثلاثة في الحلق : فأولها من أقصاه : مخرج الهمزة والألف والهاء وهذا على ترتيب سيبويه ، وزعم أبو الحسن الأخفش أن الهاء مع الألف لا قبلها ولا بعدها ، ثم يليه من وسط الحلق : مخرج العين والحاء ، ثم من فوق ذلك مع أول الفم : مخرج الغين والخاء ، ثم من أقصى اللسان : مخرج القاف ، ومن أسفل ذلك وأدنى إلى مقدم الفم : مخرج الكاف ، ومن وسط اللسان بينه وبين الحنك الأعلى : مخرج الجيم والشين والياء ، ومن أول حافة اللسان وما يليها من الأضراس : مخرج الضاد ، ومن حافة اللسان من أدناها إلى منتهى طرفه بينها وبين ما يليها من الحنك الأعلى : مخرج اللام ، ومن طرف اللسان بينه وبين ما فوق الثنايا : مخرج النون ، ومن مخرج النون غير انه أدخل في ظهر اللسان : مخرج الراء ، ومما بين طرف اللسان : مخرج الصاد والزاي والسين ، ومما بين طرف اللسان وأطراف الثنايا : مخرج الظاء والثاء والذال ، ومن باطن الشفة السفلى وأطراف الثنايا العليا : مخرج الفاء ، ومن بين الشفتين : مخرج الباء والميم والواء ، ومن الخياشيم : مخرج النون الخفيفة.
ومن هذه الحروف : المجهور والمهموس ، ومعنى الجهر في الحرف أنه أشبع الاعتماد في موضعه ومنع النّفس أن يجري معه حتى ينقضي الاعتماد ويجري الصوت ، ومعنى الهمس فيه أن يضعف الاعتماد في الصوت حتى يجري معه النّفس ، والحروف المهموسة عشرة أحرف : وهي الهاء والحاء والخاء والكاف والسين والصاد والتاء والشين والثاء والفاء ، ويجمعها في اللفظ : ستشحثك خصفه ، وجمعت أيضا : سكت فحثه شخص ، وما سوى هذه الحروف هو المجهور.
ومنها أيضا : الرخو ، والشديد ، والذي بين الشديد والرخو ، فالشديد : الحرف الذي
__________________
(١) في المخطوط رسم المؤلف فوق كل حرف ما يشبهه ، فجيما صغيرة فوق حرف الكاف في «كلهم وركل وخرشت» وتاء صغيرة كذلك فوق حرف الطاء «من طلب» وهكذا حتى آخر الأمثلة.