المسموع في المحاريب كلام الله تعالى على الحقيقة ، والجواب عن هذا أن إضافة الكلام إلى المتكلم إن كان الأصل فيها أن يكون من فعله ، فقد صار بالتّعارف يضاف إليه إذا وردت مثل صورة كلامه ، ولهذا يقولون فيما نسمعه الآن : هذه قصيدة امرىء القيس ، وإن كان الفعّال لذلك غيره ، وقد صار هذا بالتعارف حقيقة ، حتى لا يقدم أحد على أن يقول : ما سمعت شعر امرىء القيس على الحقيقة ، وقد تخطّى ذلك إلى أن صاروا يشيرون إلى ما في الدّفتر ويقولون : هذا علم فلان ، وهذا كلام فلان ، لمّا كان مثل هذه الصورة.