وقد قسم تأليف الحروف ثلاثة أقسام : فالأول : تأليف الحروف المتباعدة ، وهو الأحسن المختار ، والثاني : تضعيف هذا الحرف نفسه ، وهو يلي هذا القسم في الحسن ، والثالث : تأليف الحروف المتجاورة ، وهو إما قليل في كلامهم ، أو منبوذ رأسا ، لما قدّمناه ، والشاهد على ما ذكرناه الحسّ ، فإن الكلفة في تأليف المتجاور ظاهرة ، يجدها الإنسان من نفسه حال التلفظ ومن الحروف التي لم يتركب في كلامهم بعضها مع بعض الصاد والسين والزاي ، ليس في كلام العرب مثل : سص ، ولا صس ولا سز ، ولا زس ، ولا زص ، ولا صز ، والعلة في هذا كله واحدة. وهذه جملة مقنعة في هذا الفصل لمن وقف عليها بعون الله تعالى.