بتنفيذ مكيدة بابن سنان ، فمات ابن سنان الخفاجي نتيجة تلك المكيدة مسموما في قلعة (عزاز) سنة ٤٦٦ ه ولما يستطع تغيير شيء من مفاسد عصره كما كان يطمح.
أما كتابه سر الفصاحة فقد تكلم فيه عن فنون الفصاحة من بيان وبديع ونظم ، حيث بيّن شروط الفصاحة في اللفظة الواحدة ، وفي نظم الكلام وتأليفه ، ونقده.
وقد بدأ الكتاب بفصل في الأصوات حيث تحدث عن الصوت ، وكيف يخرج مستطيلا ساذجا حتى يعرض له في الحلق والفم والشفتين مقاطع تثنيه عن امتداده ، فيسمى المقطع أينما عرض له حرفا ، ثم أعقب ذلك بفصل عن الحروف ، حيث تحدث عن اختلاف الحروف باختلاف مقاطع الصوت ، وكيف شبّه بعضهم الحلق والفم بالناي ، فعندما يخرج الصوت خلاله وتوضع الأنامل على خروقه تقع المزاوجة بينها ، فيسمع لكل حرف صوت لا يشبه صاحبه ، ثم بيّن مخارج حروف العربية وأنواعها : المجهور ، والمهموس ، والرخو ، والشديد ، وحروف الإطباق ، والاستعلاء ، والذلاقة ، ثم كان فصل في الكلام ، وشروطه ، وصفاته ، وحدوده ، وقد أطال ابن سنان حديثه في هذا الفصل عن الكلام والمتكلم مما يدل على قدرته الفائقة في الجدل وعلم الكلام.
ثم تحدث في (فصل في اللغة) عن اللغة وعرّفها بأنها عبارة عما يتواضع القوم عليه من الكلام ، ويؤكد أن أصل اللغات مواضعة ، وليس بتوقيف ، ثم يتحدث عن مكانة اللغة العربية ، وميزاتها على سائر اللغات وفضلها ... الى أن يدخل في موضوع الكتاب (الكلام في الفصاحة).
وأوضح الفرق بين الفصاحة والبلاغة بقوله : إن الفصاحة مقصورة على وصف الألفاظ ، والبلاغة لا تكون إلا وصفا للألفاظ مع المعاني ، إذ لا يقال عن كلمة واحدة لا تدل على معنى يفضل عن مثلها : بليغة ، وإن قيل فيها : فصيحه ، وكلّ كلام بليغ فصيح ، وليس كلّ فصيح بليغا.
وبعد الكلام في الفصاحة وشروطها ، وتقسيماتها ، شرع في الحديث عن الكلام في