درسوا العلوم ليملأوا بجدالهم |
|
فيها صدور مراتب ومجالس |
لا تحفلنّ بما حوته صحائف |
|
لهمو وإن وجدت بخط دارس |
وأما شكوى ابن سنان وانتقاده الناس من حوله ، فيبدو في قوله :
خف من أمنت ولا تركن إلى أحد |
|
فما نصحتك إلا بعد تجريب |
إن كانت الترك فيهم غير وافية |
|
فما تزيد على غدر الأعاريب |
تمسكوا بوصايا اللؤم بينهمو |
|
وكاد أن يدرسوها في المحاريب |
وقال في الفخر :
من مبلغ اللوّام أن مطامعي |
|
صارت حديثا بينهم وقصائدا |
ركضت على أعراضهم وهي التي |
|
تطوي البلاد شواردا ورواكدا |
مالي أجاذب كل وقت معرضا |
|
منهم وأصلح كل يوم فاسدا |
وأقيم سوق المجد في ناديهم |
|
حتى أنفّق فيه فضلا كاسدا (١) |
أرأيت أضيع من كريم راغب |
|
يدعو لخلته لئيما زاهدا |
ومعرّس بركابه في منزل |
|
يلقى الصديق به عدوا حاسدا |
عكس الأنام فإن سمعت بناقص |
|
فاعلم بأن لديه حظا زائدا |
وتفاوت الأزراق أوجب فيهم |
|
أن يجعلوه مصالحا ومفاسدا |
ومعدّد في الفخر طارف ماله |
|
حتى تلوت عليه مجدا تالدا (٢) |
طوقته بأوابدي ولطالما |
|
أهديت أغلالا بها وقلائدا |
__________________
(١) أنفّق : أروّج.
(٢) الطارف : الجديد. التالد : القديم.