وفي قول ذي الرّمة :
داع يناديه باسم الماء مبغوم (١)
__________________
تمنى ابنتاي أن يعيش أبوهما |
|
وهل أنا إلا من ربيعة أو مضر |
فقوما فقولا بالذي تعلمانه |
|
ولا تخمشا وجها ولا تحلقا شعر |
وقولا هو المرء الذي لا صديقه |
|
أضاع ولا خان الخليل ولا غدر |
إلى الحول البيت وليس ذلك من قوله يرثي أخاه لأمه وهو أربد كما ذكره بعضهم.
اللغة اعتذر بمعنى أعذر أي صار ذا عذر بحيث لا يلحقه لوم.
الاعراب إلى الحول متعلق بقوله قبله فقوما فقولا الخ ثم لعطف الجملة على ما قبلها. واسم مبتدأ. والسّلام جر بالاضافة إليه. وعليكما خبر. ومن حرف شرط جازم. ويبك فعل مضارع مجزوم بها. وحولا نصب على الظرف. وكاملا صفته. وقوله فقد اعتذر جملة فعلية جواب الشرط (والشاهد فيه) اقحام المضاف وهو اسم (والمعنى) إذا مت فقوما حولا كاملا فابكياني واذكراني بما أنا أهله فإذا تم الحول فالسلام عليكما لا أريد منكما غير هذا فإن من يبك حولا كاملا فقد أعذر. وقد أشكل على كثير من الناظرين معنى البيت فغلطوا فيه.
(١) صدره. لا ينعش الطرف إلا ما تخونه. هو لذي الرمة من قصيدته التي شبب فيها بمحبوبته خرقاء وأولها :
أإن توهمت من خرقاء منزلة |
|
ماء الصبابة من عينيك مسجوم |
اللغة نعش كرفع وزنا ومعنى ويروى لا يرفع والطرف جفن العين. والتخون التعهد ومبغوم من بغمت الناقة إذا صوتت بصوت لم تفصح به.
الاعراب ينعش فعل مضارع فاعله ضمير يعود إلى ساجي الطرف المذكور في البيت قبله وهو :
كأنها أم ساجي الطرف أخذلها |
|
مستودع ضمر الوعساء. مرخوم |
والطرف مفعوله وقوله إلا استثناء من عموم الأحوال أي لا يرفع الطرف في حال من الأحوال إلا في حال تخون داع. وما مصدرية. وتخونه فعل ماض. والهاء مفعوله. وداء فاعله. وجعل بعض المعربين تخونه فعلا مضارعا حذفت منه احدى التاءين. وجعل الفاعل ضميرا فيه يعود إلى الظبية. وداع بدلا من ضمير الفاعل وليس بسديد. وقوله يناديه باسم الماء جملة فعلية في محل رفع صفة داع. ومبغوم صفة أخرى. (والشاهد فيه) أن باسم