وقوله :
تداعين باسم الشيب في متثلّم (١)
أن المضاف يعنون الأسم مقحم خروجه ودخوله سواء وحكوا هذا حي زيد وأتيتك وحي فلان قائم وحي فلانة شاهد وأنشدوا :
__________________
مقحم وقال ابن الحاجب في شرح المفصل النداء انما هو باللفظ أي لفظ ماء فلو حمل الاسم على اللفظ لاختل المعنى والذي يجعل الاسم المسمى في قوله. ثم اسم السّلام من باب ذات يوم ويتأول قوله باسم الماء على أن المراد بمسمى هذا اللفظ ويجعله دالا على قولك ماء وهو حكاية بغام الظبية. ويقوي ذلك استعماله استعمال رجل وفرس بادخال اللام عليه وخفضه واضافته. ولو لا تقديره اسما لذلك لم يجر هذا المجرى أه ووافقه ابن جني في الخصائص «والمعنى» يقول ان هذا الخشف لا يرفع طرفه ولا جفن عينيه من شدة نعاسه إلا أن تأتي إليه أمه فيسمع حسها أو صوتها فعند ذلك ينتعش ويقوم.
(١) البيت لذي الرمة أيضا من قصيدة يمدح بها ابراهيم بن هشام بن الوليد بن المغيرة وتمامه. جوانبه من بصرة وسلام. وقبله :
وكم عسفت من منهل متخطأ |
|
أفل وأقوى فالجمام طوامي |
اللغة الشيب حكاية أصوات الإبل عند الشرب والمتثلم المتكسر والمتهدم. وانما أراد في حوض متثلم فحذف الموصوف. والبصرة حجارة فيها بياض وبه سميت البصرة. والسّلام بكسر السين جمع سلمة بفتحها وكسر اللام وهي الحجارة.
الاعراب تداعين فعل ماض ونون النسوة فاعله والنون ضمير القلص وهي النوق الشواب. وباسم متعلق بتداعين. والشيب جر بالاضافة إليه. وفي متثلم متعلق بتداعين أيضا. وجوانبه من بصرة وسلام جملة من مبتدأ وخبر في محل جر صفة متثلم (والشاهد فيه) اقحام لفظ اسم ورده بعضهم بانه لو كان البيت على اقحام اسم لقال باسم شيب بدون الألف ولم يقل باسم الشيب لأن لفظهما غير موجود في أصوات الإبل وانما أراد الشاعر تداعين بصوت يشبه في اللفظ صوت الشيب جمع أشيب أه أقول وجود أل لا يضر فانها زيدت في الحكاية لا انها من المحكي. على ان الصاغاني نقل في العباب ان الشيب بأل حكاية أصوات مشافر الإبل «والمعنى» انه يصف إبلا قد وردت على حوض تهدم فشربت منه فيقول دعا بعض الإبل بعضا إلى الشرب بصوت مشافرها عند الشرب من ذلك الحوض.