يا قرّ إنّ أباك حيّ خويلد |
|
قد كنت خائفه على الإحماق (١) |
وعن الأخفش إنه سمع إعرابيا يقول في أبيات قالهن حيّ رباح بإقحام حي والمعنى هذا زيد وإن أباك خويلدا وقالهن رباح ومنه قول الشماخ :
ونفيت عنه مقام الذّئب (٢)
__________________
(١) نسبه أبو زيد في النوادر إلى جبار بن سلمى بن مالك قال وهو جاهلي وأورد بعده :
وكان حيا قبلكم لم يشربوا |
|
فيها بأقلبة أجن زعاق |
اللغة قر مرخم قرة وهو اسم رجل. والإحماق مصدر أحمق الرجل إذا ولد له ولد أحمق وكذا احمقت المرأة. واما حمق بدون الهمزة فهو من الحمق بالضم وهو فساد العقل.
الاعراب يا أداة نداء. وقر منادى مرخم مفرد علم. وان حرف توكيد ونصب.
وأباك اسمها. وحي خويلد بدل أو عطف بيان من أباك. وقد حرف تحقيق. وكنت كان واسمها وخائفه خبرها. وعلى الاحماق متعلق به. والجملة من كان واسمها وخبرها في محل رفع خبر إن. (والشاهد فيه) اقحام لفظ حي وكذا ذكره البيضاوي في اللب وتعقبه بعض شارحيه بانه غير زائد من جهة المعنى فانه يفيد نوعا من تحقير ما أضيف إليه حي كأنه يقول هذا شخص ليس سوى انه حي قال بعض الفضلاء ولا يخفى ان هذه النكتة قاصرة على هذا البيت لا تتمشى في غيره (والمعنى) قد كنت أرى من أبيك مخايل أخشى منها أن يولد له ولد أحمق وقد تحقق هذا الذي كنت اتخوفه بولادته اياك يريد وصف المخاطب بالحمق إلا أنه عدل إلى هذا الطريق مع بعده لزيادة المبالغة وتمام التأكيد بكونه أحمق.
(٢) هذا قطعة من البيت وقد نسبه هنا إلى الشماخ وزعم غيره انه لذي الرمة وليس بصواب. والصواب انه للشماخ واسمه معقل بن ضرار من قصيدة يمدح بها عرابة بن أوس الأنصاري. وذلك انه خرج في ركب يريد المدينة فصحب عرابة هذا فسأله عما يريد بالمدينة فقال أمتار لأهلي. وكان معه بعيران فأكرمه وأوقر بعيريه برا وتمرا فقال :
وماء قد وردت لوصل أروى |
|
عليه الطير كالورق اللجين |
ذعرت به القطا ونفيت عنه |
|
مقام الذئب كالرجل اللعين |
اللغة ذعرت خوفت ونفرت والقطا طائر معروف. ونفيت طردت وأبعدت. والرجل اللعين المقصي المنفي المبعد.