وقال آخر :
ألا من مبلغ عني تميما |
|
بآية ما يحبون الطعاما (١) |
وذو في قولهم اذهب بذي تسلم واذهبا بذي تسلمان واذهبوا بذي تسلمون. أي بذي سلامتك والمعنى بالأمر الذي يسلمك.
الفصل بين المضاف والمضاف إليه :
ويجوز الفصل بين المضاف والمضاف إليه بالظرف في الشعر. من ذلك قول عمرو بن قميئة :
لله درّ اليوم من لامها (٢)
__________________
(والشاهد فيه) اضافة آية إلى تقدمون على تأويل المصدر أي بآية اقدامكم وجاز هذا فيها لأنها اسم من أسماء الفعل لأنها بمعنى علامة والعلامة من العلم. وأسماء الأفعال تضارع الزمان. فمن حيث جاز أن يضاف الزمان إلى الفعل جاز هذا في آية وكان اضافتها على تأويل اقامتها مقام الوقت. فكأنه قال بعلامة وقت تقدمون (والمعنى) أبلغهم عن كذا بعلامة اقدامهم الخيل للقاء العدو متغيرة كأن على سنابكها لكثرة ما ينصب منها من العرق المختلط بالدم مداما.
(١) قال شارح أبيات الكتاب هو لزيد بن عمرو بن الصعق الكلابي وسماه غيره بزيد. والصعق هذا اسمه خويلد. وانما قيل له الصعق لأن بني تميم ضربوه على رأسه فأدمته فكان اذا سمع الصوت الشديد صعق فذهب عقله يهجو بها بني تميم.
الاعراب الا اداة استفتاح. ومن اسم استفهام مبتدأو مبلغ خبرها. وعني متعلق بمبلغ. ومبلغ اسم فاعل فاعله ضمير فيه يعود إلى من. وتميما مفعوله. وبآية متعلق بمبلغ.
وما زائدة. ويحبون الطعاما جملة فعلية في محل جر باضافة آية إليه والقول فيه كالقول في الذي قبله.
(٢) عمرو هذا هو رفيق امريء القيس إلى ملك الروم وإياه عنى امرؤ القيس بقوله.
قد سألتني بنت عمرو عن الا |
|
رض التي تنكر أعلامها |
لما رأت ساتيدما استعبرت |
|
لله در اليوم من لامها |
تذكرت أرضا بها أهلها |
|
أخوالها فيها وأعمامها |