وأما قول الفرزدق :
بين ذراعي وجبهة الأسد (١)
وقول الأعشى :
إلا علالة أو بداهة سابح (٢)
__________________
(١) صدره. يا من رأى عارضا أسر به.
اللغة العارض السحاب الذي يعترض الأفق. وأسر أي أفرح. ويروى أكفكفه أي أمسحه مرة بعد أخرى. ويروى أرقت له أي سهرت من أجله. والذراعان والجهة من منازل القمر الثمانية والعشرين فالذراعان أربعة كواكب كل كوكبين منها ذراع. قال الزجاج في كتاب الانواء ذراع الأسد المقبوضة وهو كوكبان نيران بينهما كواكب صغار يقال لها الأظفار كأنها في موضع مخالب الأسد فلذلك قيل لها الأظفار ، وانما قيل لها الذراع المقبوضة لأنها ليست على سمت الذراع في الآخر وهي مقبوضة عنها. ونورها يكون لليلتين تمضيان من كانون الثاني يسقط الذراع في المغرب غدوة وتطلع البلدة. والنسر الطائر في المشرق غدوة وفيه يجمد الماء ويشتد البرد. والجهة أربعة كواكب فيها عوج أحدها براق وهو اليماني منها وانما سميت الجبهة لأنها جبهة الأسد. ونورها يكون لعشر تمضي من شباط تسقط الجبهة في المغرب غدوة ويطلع سعد السعود من المشرق غدوة أه وانما خص الشاعر هاتين المنزلتين لأن السحاب الذي ينشأ بنوء من منازل الأسد يكون مطره أغزر.
الاعراب يا حرف نداء والمنادى محذوف أي يا قوم. ومن اسم استفهام مبتدأ. ورأى فعل ماض وفاعله ضمير يعود إلى من. وعارضا مفعوله. واسر به جملة من الفعل ونائبه في محل نصب صفة عارضا. وبين منصوب على الظرفية. وذراعي جر بالاضافة إليه وهو مضاف إلى محذوف بقرينة المضاف إليه الثاني. وجبهة عطف على ذراعي. والأسد مضاف إليه (والشاهد فيه) حذف المضاف إليه لأنه لما لم يجز الفصل بين المتضايفين بغير الظرف تعين أن يكون المضاف إليه محذوفا لدلالة الكلام عليه.
(٢) هذا قطعة من بيت للأعشى ميمون من قصيدة يخاطب بها شيبان بن شهاب وقبله :
وهناك يكذب ظنكم |
|
أن لا اجتماع ولا زياره |
ولا براءة للبري |
|
ولا عطاء ولا خفاره |
إلا علالة أو بدا |
|
هة سابح نهد الجزارة |