أهلها لا هي. ولا يقولون رأيت هندا يعنون رأيت غلام هند. وقد جاء الملبس في الشعر قال ذو الرمة :
عشية فرّ الحارثيون بعد ما |
|
قضى نحبه في ملتقى القوم هوبر (١) |
وقال :
بما أعي النّطاسيّ حذيما (٢)
__________________
والتمسك به في نصب أولادهم إذ المصحف مهمل من شكل ونقط ، وانما اعتمد على النقل الصحيح والرواية المتواترة. وقد ورد في السنة ما يؤيدها قال صلّى الله عليه وسلّم هل أنتم تاركو لي صاحبي ففصل في الاختيار بين المضاف والمضاف إليه بالجار والمجرور. على ان مخالفة الجمهور ليست صريحة في الخطأ سيما إذا كان المخالف من أهل اللسن والفصاحة ، فربما كان ذلك وقع إليه من لغة قديمة طال عهدها كما ذكر ذلك ابن جني في الخصائص. فظهر ان قراءة ابن عامر صحيحة من حيث اللغة ثابتة من جهة النقل ولا التفات إلى قول من طعن فيها ولو كان من الائمة الكبار هذا تحرير الكلام في هذا المقام. ثم ان هذا البيت ورد في بعض نسخ الكتاب. وقال المصنف : سيبويه بريء من عهدته وذلك لأن سيبويه لا يرى الفصل بغير الظرف والجار والمجرور ، فكيف يحتج بما يخالف مذهبه ، وهو من زيادات أبي الحسن الأخفش في هوامش كتاب سيبويه فأدخله الناس فيه هكذا قيل والله أعلم بالصواب.
(١) اللغة قضى نحبه أي فاضت روحه. وملتقى القوم حيث تلاقوا للقتال. وهوبر اسم رجل.
الاعراب عشية منصوب على الظرفية. وفر فعل ماض. والحارثيون فاعل. وبعد ظرف مضاف إلى ما. وما مصدرية. وقضى فعل ماض. ونحبه مفعوله. وفي ملتقى القوم جار ومجرور ومضاف ومضاف إليه متعلق بقضى. وهوبر أصله ابن هوبر وهو فاعل قضى ، فلما حذف المضاف أقيم المضاف إليه مقامه وأعطي حكمه. والشاهد والمعنى ظاهران وفي الاستشهاد به كلام يأتي في البيت الشاهد بعده.
(٢) صدره (فهل لكم فيها إلى فانني. طبيب) وهو لاوس بن حجر من قصيدة يخاطب بها بني الحارث بن سدوس بن شيبان. وكان أوس أغرى بهم عمرو بن المنذر بن ماء السماء ثم جاور فيهم فاقتسموا معزاه ومطلعها :
فان يأتكم مني هجاء فانما |
|
حباكم به مني جميل بن ارقما |
اللغة الطب الحذق والفطنة ومنه سمي الطبيب لحذقه وفطانته. ويروى بدله بصير