تأكيد المضمر بالمظهر :
ولا يخلو المضمر إذا أكد بالمظهر من أن يكون مرفوعا أو منصوبا أو مجرورا. فالمرفوع لا يؤكد بالمظهر إلا بعد أن يؤكد بالمضمر ، وذلك قولك زيد ذهب هو نفسه وعينه ، والقوم حضروا هم أنفسهم وأعيانهم ، والنساء حضرن هن انفسهن وأعيانهن ، سواء في ذلك المستكن والبارز. وأما المنصوب والمجرور فيؤكدان بغير شريطة ، تقول رأيته نفسه ومررت به نفسه.
التأكيد بنفس وعين :
والنفس والعين مختصان بهذه التفصلة بين الضمير المرفوع وصاحبيه ، وفيما سواهما لا فصل في الجواز بين ثلاثتها. تقول الكتاب قرىء كله ، وجاءني كلهم ، وخرجوا أجمعون.
التأكيد بكل وأجمع :
ومتى أكدت بكل وأجمع غير جمع فلا مذهب لصحته حتى تقصد أجزاءه ، كقولك قرأت الكتاب كله ، وسرت النهار كله وأجمع وتجرت الأرض وسرت الليلة كلها وجمعاء.
ولا يقع كل وأجمعون تأكيدين للنكرات. لا تقول رأيت قوما كلهم ولا أجمعين وقد أجاز ذلك الكوفيون فيما كان محدودا كقوله :
قد صرّت البكرة يوما أجمعا (١)
__________________
(١) لم يعرف قائله قال العيني وصدره. انا إذا خطافنا تقعقما. قال الأديب البغدادي وفيه نظر من وجهين. الأول أن بيت الشاهد بيت من الرجز وليس مصراعا من بيت حتى يكون ما ذكره صدره. الثاني أنه غير مرتبط ببيت الشاهد فان بيت الشاهد لا يصح أن يكون خبرا عن قوله إنا ولا جوابا لإذا اللهم الا إن قدر الرابط أي صرت البكرة فيه وتكون الجملة الشرطية خبرا لإنّا فافهم.