وقوله تعالى : (وَعِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ عِينٌ) وهذا باب واسع ومنه قول النابغة :
كأنّك من جمال بني أقيش |
|
يقعقع بين رجليه بشنّ (١) |
أي جمل من جمالهم وقال :
__________________
ذات الرجع) والسبل المطر المنسبل أي النازل وهذا مما يقرب أن المراد بالأوب النحل.
الاعراب رباء خبر مبتدإ محذوف أي هو رباء. وشماء مضاف اليه مجرور بالفتحة. ولا نافية. ويأوي فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة ولقلتها متعلق به. والا اداة استثناء والسحاب رفع على البدلية والا الثانية تأكيد للأولى. والاوب والسبل معطوفان على السحاب (والشاهد فيه) أن الموصوف قد يحذف عند القرينة الدالة عليه كما هنا فان التقدير رباء هضبة شماء وقال بعضهم رباء صفة قلة يقال قلة رباء وكأنه لم يقرأ القصيدة فان رباء صفة الرجل الرابيء وزنته فعال لا فعلاء (والمعنى) أن هذا الرجل طلاع هضبة شماء مرتفعة لا يصل إلى قلتها إلا السحاب وإلا النحل والمطر.
(١) البيت للنابغة من قصيدة يخاطب بها عينية بن حصن الفزاري وذلك أن بني عبس قتلوا رجلا من بني أسد فقتلت بنو أسد رجلين من بني عبس فأراد عيينة بن حصن الفزاري أن يعين بني عبس عليهم وينقض الحلف الذي بين بني ذبيان وبين بني أسد فلامه النابغة على ذلك وقال أتخذل بني أسد وهم حلفاؤنا وتعين عبسا عليهم. وقبله وهو أول القصيدة :
أتخذل ناصري وتعز عبسا |
|
أيربوع بن غيظ للمعن |
اللغة بنو أقيش حي من عكل وجمالهم ضعاف تنفر من كل شيء فلا يكاد ينتفع بها في شيء. والقعقعة تحريك الشيء اليابس. والشن بالفتح القربة البالية وجمعها شنان وتقعقعها يكون بوضع الحصا فيها وتحريكها حتى يسمع منها صوت وهذا مما يزيدها نفورا.
الاعراب كأنك الكاف اسم أن. وخبرها محذوف ، أي كأنك جمل ولا يجوز أن يكون من جمال هو الخبر لأنه حينئذ لا يوجد ما يعود عليه الضمير في قوله بين رجليه. ومن جمال متعلق بمحذوف صفة جمل. وبني جر باضافة جمال إليه. وأقيش جر باضافة بني إليه. ويقعقع فعل مضارع مبني للمجهول. ونائب الفاعل محذوف للعلم به. وخلف ظرف. ورجليه جر باضافة خلف إليه. وبشن متعلق بيقعقع. وجملة الفعل ونائبه في محل رفع صفة جمل المحذوف (والشاهد فيه) حذف الموصوف للاستغناء عنه بدلالة الكلام عليه.