فعال :
فعال على أربعة أضرب التي في معنى الأمر كنزال وتراك وبراك ودراك ونظار وبداد أي ليأخذ كل منكم قرنه. ويقال أيضا جاءت الخيل بداد أي متبددة ونعاء فلانا ، ودباب للضبع أي دبي ، وخراج لعبة للصبيان أي اخرجوا. وهي قياس عند سيبويه في جميع الأفعال الثلاثية. وقد قلت في الرباعية كقرقار في قوله :
قالت له ريح الصّبا قرقار (١)
__________________
(١) قال الصاغاني في العباب قال أبو النجم يصف سحابا.
حتى إذا كان على مطار |
|
يمناه واليسرى على الثرثار |
قالت له ريح الصبا قرقار |
|
تمري خلايا هزم نثار |
اللغة مطار بضم الميم موضع ببلاد نجد. والثرثار آخر ببلاد الجزيرة. وقرقار أي قرقر بالرعد. وتمري من مريت الناقة إذا مسحت ضرعها لتدر. والخلايا جمع خلية بفتح الخاء الناقة مع أخرى تعطفان على حوار واحد فتدران عليه. وهزم أي منبعق لا يكاد يمسك ماءه. ونثار مبالغة ناثر.
الاعراب قالت فعل ماض. وله متعلق به. وريح فاعله. والصبا مجرور تقديرا بالاضافة إليه. وقرقار اسم فعل أمر بمعنى قرقر وهو مقول القول. وجملة الفعل والفاعل جواب إذا في البيت قبله. وتمري فعل مضارع فاعله ضمير يعود إلى السحاب. وخلايا مفعوله. وهزم جر بالاضافة إليه. ونثار صفته (والشاهد فيه) أن قرقار اسم فعل معدول عن قرقر كما ان نزال معدول عن أنزل إلا أن ذلك شاذ بخلاف الثاني. وهذا مذهب سيبويه قال وأما ما جاء معدولا عن حده من بنات الأربعة فقوله. قالت له ريح الصبا قرقار. فانما يريد بذلك قالت له قرقر بالرعد يا سحاب. وكذلك عرعار. وخالفه في ذلك المبرد فقال غلط سيبويه ولم يأت في الأربعة معدول انما أتى في الثلاثي وحده. وقرقار وعرعار حكاية صوت نحو غاق غاق. وانتصر السيرافي لسيبويه واحتج لمذهبه بما لا محل لذكره هنا (والمعنى) ان السحاب إذا انتشر في الأفق وعظم حتى صار طرفه الأيمن على مطار وطرفه الأيسر على ثرثار قالت له الريح قرقر يا سحاب بالرعد ومرت خلاياه حتى يسيل ماؤه فشبه ضرب الريح للسحاب وتحريكه من مكان إلى آخر بمري أخلاف الناقة حتى تدر.