وقال النابغة :
يدعو وليدهم بها عرعار (١)
والتي في معنى المصدر والمعرفة كفجار للفجرة ، ويسار للميسرة ، وجماد للجمود ، وحماد للمحمدة. ويقولون للظباء إذا وردت الماء فلا عباب ، وإذا لم ترد فلا أباب ، وركب فلان هجاج أي الباطل. ويقال دعني كفاف أي تكف عني وأكف عنك ، ونزلت بوار على الكفار ونزلت بلاء على أهل الكتاب.
__________________
(١) صدره (متكنفي جنبي عكاظ كليهما) وهو للنابغة من قصيدة حذر بها عمرو بن المنذر بن ماء السماء ملك الحيرة من أعدائه وهم قوم النابغة وأخبره بأنهم قد أجمعوا على غزوه والاغارة على بلاده. وقال بعض شراح أبيات المفصل إنه مدح بهذه القصيدة بني غاضرة من بني أسد. وليس كذلك وإنما تلك قصيدة أخرى له على هذا الروي منها البيت المشهور :
نبئت زرعة والسفاهة كاسمها |
|
يهدي إليّ غرائب الأشعار |
اللغة متكنفي أي هم نزلوا بكنفيه والكنف الناحية. وعكاظ سوق بقرب مكة كانت تقام في الجاهلية. والوليد الصبي. وعرعار لعبة للصبيان إذا خرج الصبي من بيته فلم يجد أحدا من الصبيان يلعب معه صاح بأعلى صوته عرعار أي هلموا إلى العرعرة فإذا سمعوا صوته خرجوا إليه فلعبوا معه تلك اللعبة.
الاعراب متكنفي حال من أصحاب الخيل المذكورة في بيت سابق وهو :
فيهم بنات العسجدي ولاحق |
|
ورق مراكلها من المضمار |
وهو جمع مذكر سالم وإنما حذفت النون منه للاضافة وإضافته لفظية ولذا صح كونه حالا. وعكاظ ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث. وكليهما تأكيد لجنبي. ويدعو فعل مضارع ووليدهم فاعله وبها متعلق بيدعو. والضمير فيه يعود إلى عكاظ. وعرعار اسم فعل في محل نصب بيدعو. (والشاهد فيه) علم مما قدمناه في الشاهد قبله (والمعنى) أن هؤلاء قد نزلوا جنبي عكاظ وإنما ذكر يدعو وليدهم بها عرعار ليدل بذلك على أنهم خرجوا اليه عن بكرة أبيهم لم يتخلف أحد منهم ولا الصبيان.