الفصل الخامس : الظروف
منها الغايات ، وهي قبل وبعد وفوق وتحت وأمام وقدام ووراء وخلف وأسفل ودون ومن عل. ومن الغايات وابدأ بهذا أول. وقد جاء ما ليس بظرف غاية ، نحو حسب ولا غير وليس وغير. والذي هو حدّ الكلام وأصله أن ينطق بهن مضافات ، فلما اقتطع عنهن ما يضفن إليه ، وسكت عليهن ، صرن حدودا ينتهي عندها ، فلذلك سمين غايات. وإنما يبنين إذا نوي فيهن المضاف إليه. وإن لم ينو فالإعراب. كقوله :
فساغ لي الشراب وكنت قبلا |
|
أكاد أغصّ بالماء الفرات (١) |
__________________
(١) أنشد أبو عبيدة عجز البيت هكذا (اغص بنقطة الماء الحميم) وقال انه ليزيد بن الصعق من أبيات يذكر فيها انتقامه من الربيع بن زياد العبسي وأخذه ثأره منه. وكان قد أغار قبل ذلك عليهم واستاق مواشيهم. ورواه العيني (أكاد أغص بالماء الحميم) وقال انه لعبد الله بن يعرب بن معاوية وكان له ثأر فأدركه فأنشده وهذه هي الرواية المشهورة.
وأنشده جار الله والثعالبي (أكاد أغص بالماء الفرات) ولعله من شعر آخر.
اللغة ساغ الشراب إذا سهل مدخله في الحلق وأسغته جعلته سائغا ويتعدى بنفسه في لغة. والشراب ما يشرب من المائعات. وأغص مضارع غصصت بالطعام غصصا من باب تعب ومن باب قتل لغة وهو هنا مستعمل مكان الشرق لأن الغصص خاص بالطعام والشرق مخصوص بالماء. والفرات العذب.
الاعراب ساغ فعل ماض. ولي متعلق به. والشراب فاعله. وكنت كان واسمها وقبلا ظرف نكره ونون لأن المضاف إليه حذف ولم ينو لفظه ولا معناه. وأكاد من أفعال المقاربة