رضيعي لبان ثدى أمّ تقاسما |
|
بأسحم داج عوض لا نتفرّق (١) |
وقد حكي قط بضم القاف ، وقط خفيفة الطاء وعوض مضمومة.
كيف وأنى :
وكيف جار مجرى الظروف. ومعناه السؤال عن الحال. تقول كيف زيد؟ أي على أي حال هو. وفي معناه أنّى قال الله تعالى : (فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ). وقال الكميت :
__________________
(١) هوله من قصيدة طويلة يمدح بها المحلق واسمه عبد العزى وكان تعرض للأعشى وهو يريد عكاظ فانزله عنده وأكرم نزله فقال فيه هذه القصيدة وأولها :
لعمري لقد لاحت عيون كثيرة |
|
إلى ضوء نار في يفاح تحرق |
اللغة رضيعي تثنية رضيع ورضيع بمعنى مراضع كالجليس معناه المجلس. واللبان لبن الآدمي. ولا يقال له لبن إنما اللبن لسائر الحيوانات وليس بصحيح نعم اللبان في بني آدم أكثر من غيرهم. وتقاسما من القسم أي أقسم كل واحد منهما لا يفارق الآخر. والاسحم اختلفوا في المراد منه على أقوال أوجههما أن المراد به الرحم. وداج شديد الظلمة وعوض ظرف بمعنى أبدا أي لا نتفرق أبدا.
الاعراب رضيعي صفة مقرورين المذكور في البيت قبله وهو :
تشب لمقرورين يصطليانها |
|
وبات على النار الندى والمحلق |
ولبان جر بالاضافة واضافة رضيعي إلى لبان ليس من الاضافة إلى المفعول به المصرح بل هو مفعول على التوسع بحذف حرف الجر لأنه يقال هو رضيعه بلبان أمه فحذف الباء فانتصب لبان وأضيف إليه الوصف. وقوله ثدي بالجر هو بدل من لبان. وعلى رواية النصب فهو منصوب بنزع الخافض أي من ثدى أم. وتقاسما فعل ماض فاعله ضمير يعود إلى المقرورين. وبأسحم داج هو المقسم به. ولا نتفرق هو المقسم عليه. وعوض متعلق بقوله نتفرق. ولا النافية مع مدخولها جواب القسم وان كان لها الصدر. ويمتنع عمل ما بعدها فيما قبلها. الا أن ابن هشام جوز ذلك لأنهم توسعوا في الظروف ما لا يتوسع في غيرها واحتج له بهذا البيت (والشاهد فيه) أن عوض لا تستعمل الا في موضع النفي (والمعنى) ان المحلق والكرم رضعا من ثدي أم واحدة فهما اخوان وتقاسما أن لا يفارق أحدهما الآخر أبدا.