بين رماحي مالك ونهشل (١)
وتجعل الإثنان على لفظ الجمع إذا كانا متصلين كقولك ما أحسن رؤسهما وفي التنزيل : (فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما). وفي قراءة عبد الله أيمانهما وفيه : فقد صغت قلوبكما.
وقال : ظهراهما مثل ظهور الترسين (٢)
فاستعمل هذا والأصل معا ولم يقولوا في المنفصلين أفراسهما ولا غلمانهما. وقد جاء وضعا رحالهما.
__________________
(١) صدره. تبقلت من أول التبقل. وهو لأبي النجم من أرجوزته التي أولها الحمد لله العلي الأجلل.
اللغة تبقلت الناقة وابتقلت رعت البقل. والبقل كل نبت اخضر له وجه الأرض. ومالك هو ضبيعة بن قيس بن هوازن. ونهشل أبو دارم قبيلة من ربيعة.
الاعراب تبقلت فعل ماض وفاعله ضمير يعود إلى النوق المذكورة في البيت قبله وهو :
أعطى فلم يبخل ولم يبخل |
|
كوم الذرا من خول المخول |
وبين ظرف مضاف إلى رماحي وهو مضاف إلى مالك ولذلك سقطت نون التثنية (والشاهد فيه) كالذي في سابقه (والمعنى) ان بني عجل قوم الشاعر جاؤوا إلى ذلك الموضع فرعوه ولم يخافوا رماح هذين الحيين وكان قد وقع بين بني مالك ونهشل حروب فتجافى جميعهم الرعي بين فلج والصمان مخافة الشر حتى عفا كلؤه وطال فذكر ان قومه رعوه ولم يخافوا أحدا لعزهم ومنعتهم.
(٢) هو من رجز لخطام المجاشعي. وقيل لهميان بن قحافة. وصدره. ومهمهين قذفين مرتين.
اللغة المهمه القفر المخوف. والقذف البعيد من الأرض المتقاذف الأطراف. ويروى فدفدين والفدفد الأرض المستوية. ومرتين تثنية مرت وهو الأرض التي لا نبات فيها ولا ماء.
الاعراب ومهمهين الواو واو رب. ومهمهين مجرور بها. وقذفين ومرتين صفتا مهمهين. وظهراهما مبتدأ ومثل ظهور الترسين كلام اضافي خبره. والجملة صفة وجواب رب المقدرة قوله بعده :
جبتهما بالنعت لا بالنعتين |
|
على مطار القلب سامي العينين |
(والشاهد فيه) انه جمع بين اللغتين فانه أتى بتثنية المضاف في ظهراهما وبجمعه في ظهور الترسين (والمعنى) انه وصف فلاتين لا نبث فيهما ولا ماء ولا شخص يستدل به فشبههما بالترسين.