تثنية الجمع :
وقد يثنى الجمع على تأويل الجماعتين والفرقتين وأنشد أبو زيد :
لنا إبلان فيهما ما علمتم (١)
وفي الحديث مثل المنافق كالشاة العائرة بين الغنمين وأنشد أبو عبيد :
لأصبح الحيّ أو بادا ولم يجدوا |
|
عند التفرق في الهيجا جمالين (٢) |
وقالوا لقاحان سوداوان. وقال أبو النجم :
__________________
(١) تمامه. فعن آية ما شئتم فتنكبوا. وهو لشعبة بن قمير شاعر مخضرم.
الاعراب لنا خبر مقدم. وابلان مبتدأ مؤخر. وفيهما ما فيها زائدة على معنى ان في كل طائفة منها ما يدل على أنها للأجواد. وفيها خبر مقدم. وما موصولة مبتدأ مؤخر. وعلمتم جملة فعلية صلة الموصول. والعائد محذوف أي علمتوه. والجملة صفة ابلان. وعن آية متعلق بتنكبوا (والشاهد فيه) انه يجوز تثنية اسم الجمع على تأويل فرقتين. والقياس يأباه لأن الغرض من الجمع الدلالة على الكثرة. والتثنية تدل على القلّة. فهما معنيان متدافعان ولو لا هذا التأويل لم يسغ ذلك بحال. (والمعنى) لنا ابلان فيهما ما علمتم من قرى الأضياف فاختاروا منها ما يرضيكم وتنكبوا واعدلوا عما لا يرضيكم منها.
(٢) هو لعمرو بن العدّاء الكلبي وكان معاوية رضي الله عنه استعمل ابن أخيه عمرو بن عتبة على صدقاتهم فاعتدى فقال عمرو ذلك وقبله :
سعي عقالا فلم يترك لنا سبدا |
|
فكيف لو قد سعى عمرو عقالين |
اللغة أوباد جمع وبد كفخذ وهو السيء الحال. ورواه في الأغاني أوقاصا وهو جمع وقص وهو ما بين الفريضتين من نصب الزكاة مما لا يجب فيه شيء. والمعني لأصبح مال الحي أوقاصا لا يجب فيه شيء في الزكاة. وجمالين انما ثناها لأنه جعلها صنفين صنف يحملون عليه أثقالهم وصنف يقاتلون عليه. ويوضحه رواية الأغاني يوم الترحل والهيجا.
الاعراب لأصبح اللام في جواب قسم مقدر. والحي اسم أصبح أو فاعلها. وأوبادا خبرها أو حال من فاعلها. وجمالين مفعول يجدوا (والشاهد فيه) كالذي في سابقه (والمعني) ان هذا الرجل سعى في صدقاتنا سنة فلم يترك لنا ذات شعر ولا ذات وبر فكيف لو تولى علينا سنتين إذا لأصبح رجال الحي على أسوأ حال ولم يجدوا من صنفي الجمال شيئا يستعينون به في ارتحالهم وقتالهم.