وحسن وجهه قال الشماخ :
أقامت على ربعيهما حارتا صفا |
|
كميت الأعالي جونتا مصطلاهما (١) |
وحسن وجهه قال :
كوم الذّرا وادقة سرّاتها (٢)
__________________
الاعراب غيران خبر مبتدأ محذوف. والبواقي إما خبر بعد خبر ، أو صفات. وسمين صفة قرا (والشاهد فيه) أن لاحق بطن مثل حسن وجه (والمعنى) يصف فرسا يقول إنه ذو نشاط في جريه على الأرض المرتفعة وان بطنه الضامر قد لحق بظهره السمين من شدة الضمور يريد أن ضموره لم يكن من هزال.
(١) اللغة الربع الدار مطلقا وضمير المثنى للدمنتين المذكورتين في البيت قبله وهو :
أمن دمنتين عرس الركب فيهما |
|
بحقل الرخامي قد عفا طللاهما |
وجارتا تثنية جارة. والصفا الحجر. ويعني بجارتا صفا الاثفيتين لأنهما تكونان بجوار الجبل فيوضع القدر عليهما وعليه. وكميت من الكمتة وهي حمرة شديدة تصرب إلى السواد.
والجونة السوداء. والجون الأسود. والمصطلى اسم مكان الصلاء.
الاعراب أقامت فعل ماض. وجارتا صفا فاعله. وعلى ربعيهما متعلق بأقامت.
وكميتا الأعالي صفة جارتا وأصله كميتان سقطت النون للاضافة وجونتا صفة مشبهة من جان يجون أضيفت إلى ما أضيف إلى ضمير موصوفها وهو مصطلاهما يعود إلى جارتا فهي إذا مثل قولك حسن وجهه بالاضافة وهو الشاهد فيه (والمعنى) أن ربعي الدمنتين قد أقفرا من السكان ولم يبق فيهما إلا أحجار الأثافي تلوح للناظر كميتة أعاليها لتسلط لسان النار عليها مسود محل إضرام النار فيها.
(٢) أنشد ابن الاعرابي في نوادره لبعض الأسديين يصف إبلا :
أنعتها إني من نعاتها |
|
مدارة الأخفاف مجمراتها |
غلب الذفاري وعفر نياتها |
|
كوم الذرا وادقة سراتها |
ونسبه العيني إلى عمير بن لحاء بالمهملة. ولا أعرف شاعرا كذا وانما المعروف عمرو بن لجأ وعمرو بن لحاء والله أعلم.
اللغة نعاتها أي العارفين بصفتها. ومدارة الأخفاف مدورتها. ومجمراتها أي صلباتها.