الفاء :
ويجوز ما تأتينا فتحدثنا الرفع على الإشتراك. كأنك قلت ما تأتينا فما تحدثنا ونظيره قوله تعالى : (وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ). وعلى الإبتداء كأنك قلت ما تأتينا فأنت تجهل أمرنا. ومثله قول العنبري :
غير أنّا لم تأتنا بيقين |
|
فنرجيّ ونكثر التأميلا (١) |
أي فنحن نرجي. وقال :
ألم تسأل الرّبع القواء فينطق |
|
وهل يخبرنك اليوم بيداء سملق (٢) |
__________________
(١) نسبه هنا للعنبري وربما كان هو قريط بن أنيف. وقال البغدادي إنه من شواهد سيبويه التي لم يعرف لها قائل.
اللغة نرجي من الرجاء والتأميل مصدر أملته إذا رجوته.
الاعراب غير نصب على الاستثناء مما قبله. انا حرف توكيد ونصب. ولم حرف جازم. وتأتنا فعل مضارع مجزوم بلم. وفاعله ضمير المخاطب. ونا مفعوله. وبيقين متعلق به. والجملة خبر أن. وقوله فنرجي الفاء استئنافية. ونرجي فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة. وفاعله ضمير المتكلمين. ونكثر عطف عليه مثله. والتأميلا مفعول نكثر. وألفه للاطلاق (والشاهد فيه) انه قطع نرجي عن تأتنا ولو انه وصله به لحذف منه حرف العلة بالعطف على المجزوم.
(٢) البيت مطلع قصيدة لجميل بن معمر العذري صاحب بثينة. وكان خرج إلى الشام ثم رجع وبلغ بثينة مقدمه فراسلته مع امرأة من نساء الحي تذكر شوقها اليه وواعدته بموضع يلتقيان فيه. فصار اليها وحادثها. وكان أهلها قد رصدوها فلما فقدوها خرج أبوها وأخوها حتى هجما عليهما. فوثب جميل وسل سيفه وشد عليهما فما اتقياه الا بالفرار وناشدته بثينة بالانصراف. وقالت ان أقمت فضحتني فلم تزل به حتى انصرف. وقال هذه القصيدة.
اللغة الربع الدار مطلقا. والقواء القفر. والبيداء كذلك. والسملق التي لا شيء فيها.
الاعراب الهمزة في ألم للاستفهام. ولم حرف شرط جازم. وتسأل فعل مضارع مجزوم بلم. فاعله ضمير المخاطب. والربع مفعوله. والقواء صفة الربع. وينطق قال الأعلم انه