وقال عمر بن أبي ربيعة :
أما الرحيل فدون بعد غد |
|
فمتى تقول الدار تجمعنا (١) |
وبنو سليم يجعلون باب قلت أجمع مثل ظننت.
لها معان أخر تجعلها متعدية إلى مفعول واحد :
ولها ما خلا حسبت وخلت وزعمت معان أخر لا يتجاوز عليها مفعولا واحدا. وذلك قولك ظننته من الظنة وهي التهمة ، ومنه قوله عز وجل : (وَما هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ). وعلمته بمعنى عرفته ورأيته بمعنى أبصرته ، ووجدت الضالة إذا أصبتها ، وكذلك أريت الشيء بمعنى بصرته أو عرفته ، ومنه قوله عز وجل : (وَأَرِنا مَناسِكَنا) وأتقول إن زيدا منطلق أي أتفوه بذلك.
ومن خصائصها أن الإقتصار على أحد المفعولين في نحو كسوت
__________________
أنوّاما تقول بني لؤي |
|
لعمر أبيك أم متناومينا |
اللغة جهال من الجهل وهو ضد الحلم. وبنو لؤي جمهور قريش. والمتجاهل من يظهر الجهل وليس بجاهل.
الاعراب الهمزة للاستفهام وجهالا مفعول ثان لقوله تقول. وتقول بمعنى تظن تنصب مفعولين. وفاعلهما ضمير المخاطب. وبني لؤي مفعولها الأول. ولعمر أبيك خبر مبتدأ محذوف وجوبا أي قسمي. وجواب القسم محذوف أي لتخبرني بما سألتك عنه وإنما حذف للعلم به. وقوله أم متجاهلينا عطف على جهالا (والشاهد فيه) استعمال تقول بمعنى تظن بعد الاستفهام (والمعنى) أتظن بني لؤي حين استعملوا اليمانيين في ولاياتهم وفضلوهم على المضربين مع علمهم بأن المضربين أفضل منهم وأصلح للولاية جهالا لا يعلمون أو متجاهلين ذلك.
(١) الاعراب أما للتفصيل والشرط. والرحيل مبتدأ ودون بعد غد خبره. والفاء في جواب الشرط ومتى اسم استفهام مبتدأ. وتقول فعل وفاعل بمعنى تظن. والدار مفعول أول. وجملة تجمعنا مفعول ثان وجملة تقول الدار الخ خبر المبتدأ. (والشاهد فيه) كالذي في سابقه (والمعنى) يقول لرفيقه ان رحيل الأحبة غدا فمتى تظن الدار تجمعنا بهم.