وقاتم الأعماق خاوى المخترقن (١)
ولا يلحق إلا القافية المقيدة.
إلتقاء الساكنين :
والتنوين ساكن أبدا إلا أن يلاقي ساكنا فيكسر أو يضم كقوله تعالى :
وعذابن أركض وقد قرىء بالضم. وقد يحذف كقوله :
فألفيته غير مستعتب |
|
ولا ذاكر الله إلا قليلا (٢) |
وقرىء : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ اللهُ الصَّمَدُ).
__________________
(١) تمامه مشتبه الاعلام لماع الخفقن.
اللغة القاتم المظلم. والاعماق الابعاد. والنواحي. وخاوي خالي. والمخترق الطريق. والاعلام جمع علامة وهي الامارات التي يهتدي بها السابلة في المفاوز. والخفق السراب يلوح للناظر كأنه ماء وليس بماء.
الاعراب قاتم مجرور برب. والأعماق جر بالاضافة إليه. وخاوي صفة قاتم. والمخترق جر بالاضافة إليه. ومشتبه ولماع صفتان لقاتم. وجواب رب في البيت بعده (والشاهد فيه) ظاهر (والمعنى) رب مكان مظلم الاطراف خالي الطريق من مار يمر فيه ليس به علامة يهتدى بها يلوح فيه السراب لشدة بعد اطرفه قطعته ولم أتهيبه.
(٢) البيت لأبي الأسود الدؤلي من أبيات يصف بها امرأة كان تزوجها فرآها على غير ما يحب من الأخلاق.
اللغة الفيته بمعنى وجدته. ومستعتب من عاتب فلان فلانا فأعتبه إذا أزال عتبه.
الاعراب ألفيته فعل وفاعل ومفعول وضمير المفعول يعود إلى امرأ المذكور في أول أبيات القصيدة وهو :
أريت امرأ كنت لم أبله |
|
أتاني فقال اتخذني خليلا |
وغير مفعول ثان. ومستعتب جر بالاضافة إليه. ولا ذاكر عطف على غير وهو اسم فاعل يعمل ما يعمله فعله. وفاعله ضمير فيه يعود إلى المرء. والله مفعوله. والا اداة استثناء. وقليلا نصب على الاستثناء (والشاهد فيه) انه حذف التنوين من ذاكر لالتقاء الساكنين. وزعم بعضهم أن التنوين انما حذف هنا تشبيها بما حذف تنوينه من الاعلام الموصوفة بابن مضاف إلى علم. وهذا خروج عن معلوم إلى مزعوم.