وإن التقيا في كلمتين بعد متحرك أو مدة فالإدغام جائز لأنه لا لبس فيه ، ولا تغيير صيغة.
ليس التقارب شرطا كافيا للإدغام :
وليس بمطلق أن كل متقاربين في المخرج يدغم أحدهما في الآخر ، ولا أن كل متباعدين يمتنع ذلك فيهما. فقد يعرض للمقارب من الموانع ما يحرمه الإدغام ، ويتفق للمباعد من الخواص ما يسوغ إدغامه. ومن ثم لم يدغموا حروف ضوي مشفر فيما يقاربهما. وما كان من حروف الحلق أدخل في الفم. وأدغموا النون في الميم ، وحروف طرف اللسان في الضاد والشين. وأنا أفصل لك شأن الحروف واحدا فواحدا ، وما لبعضها مع بعض في الإدغام ، لأقفك على حد ذلك عن تحقق واستبصار بتوفيق الله تعالى وعونه.
إدغام الهمزتين :
فالهمزة لا تدغم في مثلها إلا في نحو قولك سأل ورأس والدأث في اسم واد ؛ وفيمن يرى تحقيق الهمزتين قال سيبويه : فأما الهمزتان فليس فيهما إدغام من نحو قولك قرأ أبوك وأقرىء أباك. قال : وزعموا أن ابن أبي إسحاق كان يحقق الهمزتين وناس معه وهي رديئة. فقد يجوز الإدغام في قول هؤلاء ولا تدغم في غيرها ولا غيرها فيها.
الألف لا تدغم :
والألف لا تدغم البتة لا في مثلها ولا في مقاربها ولا يستطاع أن تكون مدغما فيها.
الهاء تدغم في الحاء والهاء :
والهاء تدغم في الحاء وقعت بعدها أو قبلها كقولك في أجبه حاتما واذبح هذه : أجبحاتما واذبحاذه. ولا يدغم فيها إلا مثلها نحو أجبه هلالا.