اتّفاقا ، ودون هذا أن يكون ماضيا غير ناسخ ، نحو قوله [من الكامل] :
٢٢ ـ شلّت يمينك إن قتلت لمسلما |
|
حلّت عليك عقوبة المتعمّد |
ولا يقاس عليه خلافا للأخفش ، أجاز «إن قام لأنا ، وإن قعد لأنت» ، ودون هذا أن يكون مضارعا غير ناسخ كقول بعضهم : «إن يزينك لنفسك ، وإن يشينك لهيه» ، ولا يقاس عليه إجماعا.
______________________________________________________
اتفقوا على ذلك (اتفاقا ودون هذا أن يكون) الفعل (ماضيا غير ناسخ) فيكون قليلا لا كثيرا (نحو :
شلت يمينك إن قتلت لمسلما |
|
حلت عليك عقوبة المتعمد) (١) |
الشلل فساد في اليد يقال شلت يده بالفتح تشل فهو من باب علم يعلم (ولا يقاس عليه خلافا للأخفش) وقد عرفت وجه نصب خلافا في مثل ذلك (أجاز إن قام لأنا وإن قعد لأنت) والجماعة يمنعون مثل هذا ، ويعدون ما ورد منه كالبيت المتقدم شاذا (ودون هذا) في القلة (أن يكون مضارعا غير ناسخ كقول بعضهم : إن يزينك لنفسك وإن يشينك لهيه) (٢).
فحرف المضارعة من هذين الفعلين مفتوح ، يقال : زانه يزينه وشانه يشينه والهاء من لهيه للسكت ، ومثل هذا التركيب من الشذوذ بمكان (ولا يقاس عليه) أجمعوا على ذلك (إجماعا) فإن قلت : لم كان الأكثر دخول إن المخففة على الأفعال الناسخة ، قلت : لما أخرجوها عن وضعها بدخولها على الفعل آثروا في ذلك الفعل أن يكون من أفعال المبتدأ والخبر ؛ لئلا يزول عنها وضعها بالكلية ، ألا ترى أنها إذا دخلت على ما ذكرنا يكون مقتضاها مؤخرا عليها ، إذا الاسمان مذكوران بعدها ؛ لأنك إذا قلت إن كان زيد لقائما فمعناه إن زيدا لقائم ، هذا معنى كلام ابن الحاجب ، فإن قلت فلم كان الأكثر أن يكون ذلك الفعل الناسخ ماضيا؟ قلت : لم أر من تعرض لهذا السؤال ، ويمكن أن يجاب عنه بأن إن وأخواتها مشابهة للفعل لفظا ومعنى.
أما لفظا فلبنائها على الفتح ولكونها ثلاثية ورباعية وخماسية كالفعل.
وأما معنى فلأنها في معنى أكدت وشبهت واستدركت وتمنيت وترجيت هكذا قرره نجم الدين سعيد في «شرح الكافية» وذكره غيره أيضا ، ومقتضاه مشابهتها للفعل الماضي فقصدوا في
__________________
(١) البيت من البحر الكامل ، وهو لعاتكة بنت زيد ، انظر : الأغاني ١٨ / ٦٨ ، وسر صناعة الإعراب ٢ / ٥٤٨ ، والإنصاف في مسائل الخلاف ٢ / ٦٤١.
(٢) انظر أوضح المسالك ١ / ٣٦٩.